الشعر جوهر الرؤيا الكشفية التي تبحث في علاقتنا بالكون، وتقرِّب صلتنا فيما تتخذه المعرفة البدئية بالمعرفة الوجودية؛ الأمر الذي يدفعنا إلى تفجير السؤال الناتج من القلق، المفعم بالصدى، المعلل للصمت ـ في طريقه الصاعد إلى السكون ـ بالإمكان؛ سؤال القلق المعبر عن الثبات في سبيل...
الشعر جوهر الرؤيا الكشفية التي تبحث في علاقتنا بالكون، وتقرِّب صلتنا فيما تتخذه المعرفة البدئية بالمعرفة الوجودية؛ الأمر الذي يدفعنا إلى تفجير السؤال الناتج من القلق، المفعم بالصدى، المعلل للصمت ـ في طريقه الصاعد إلى السكون ـ بالإمكان؛ سؤال القلق المعبر عن الثبات في سبيل التحول، سؤال يغوص بكليته نحو سلم الفكر الصاعد بالمشاهدة ـ اللانهائية ـ مشاهدة ” الظاهر الخفي”، مشاهدة ” الإشعاع النوراني”، المشاهدة المشرئبة بالسعي الدائب للوصول إلى جوهر رؤيا ملكة الإبداع، المشعّة ببناء بهاء جمال روحها الفياض، ونصاعة تركيبتها الباهرة. ولعل هذا ما يميز القصيدة المعاصرة، في سَمْتِها الاختراقي، إلى كل ما يمت بصلة إلى الذخيرة الباطنية بحرقة الوجد، حيث البركان الشعري لا يخمد، ولا يسكن بفيضه الكشفي؛ ولكنه دائم البحث عن المضمر في الكون، والمسكوت عنه في الواقع، وهو الموقف المؤسس للوعي المتجدد، المفضي إلى تعدد زوايا الرؤيا؛ تجاوبا مع ” كل جزئية من الكون موقف” بحسب “مواقف” النفّري.