ليست الرغبة في تحقيق هذا الكتاب وليدة اليوم، وإنما ترجع إلى عقد من الزمان، عندما أسسنا “جمعية الإمام ابن حزم للطلبة الباحثين في مقارنة الأديان”، وكان من أهدافنا إعداد فهرسة لكتب المقارنة بين الأديان، وتكلفنا نحن بفهرسة الخزانة الملكية. وأثناء القيام بهذا العمل أثار...
ليست الرغبة في تحقيق هذا الكتاب وليدة اليوم، وإنما ترجع إلى عقد من الزمان، عندما أسسنا “جمعية الإمام ابن حزم للطلبة الباحثين في مقارنة الأديان”، وكان من أهدافنا إعداد فهرسة لكتب المقارنة بين الأديان، وتكلفنا نحن بفهرسة الخزانة الملكية. وأثناء القيام بهذا العمل أثار انتباهنا مخطوطة لمؤلف مجهول تحمل عنوان: “نقض تثليث الوحدانية”، فقمنا بطلبها، فتبين أن المخطوطة هي لكتاب الإعلام بما في دين النصارى من الفساد والأوهام للقرطبي، فقمنا باقتناء الكتاب وقررنا إعادة تحقيقه. ولا ندعي أن ما قمنا به تحقيق تام، فلازال ينقصه الشيء الكثير ولكن لما رأينا جهدا مُهمًّا قد بُذل في هذا العمل، لم نشأ أن نتركه يضيع، ونحرم الباحثين في هذا المجال من الاطلاع على هذه المخطوطة التي لم تعتمد في التحقيقات السابقة، ونكفيهم مشاقّ التنقل إلى الخزانة الملكية وطلبها للقراءة، فقررنا نشر هذا العمل حسب ما وصلنا إليه، آملين أن نعيد نشره مرة أخرى في طبعة منقحة مفيدة بحول الله تعالى.