إذا كان مقياس الرؤية الموجهة سبيلاً للوصول إلى الحقيقة في رأي المفسرين، فإن ذلك في رأي المؤولين يجرد النص من إمكان تحققه أنَّى شاء، وفي ظل هذه الحالة يعد جهد المؤول مسوغاً طبيعياً لاكتناه سياق باطن النص الذي تستلطفه الذات، وتستجلبه المتعة، حيثما كانت، لمعانقة المأمول...
إذا كان مقياس الرؤية الموجهة سبيلاً للوصول إلى الحقيقة في رأي المفسرين، فإن ذلك في رأي المؤولين يجرد النص من إمكان تحققه أنَّى شاء، وفي ظل هذه الحالة يعد جهد المؤول مسوغاً طبيعياً لاكتناه سياق باطن النص الذي تستلطفه الذات، وتستجلبه المتعة، حيثما كانت، لمعانقة المأمول والتوق إلى المبتغى، مقابل الوضع بالمعمول، والشعور بالسأم الذي فرضه المدلول المعيَّن، وفي ظل هذا التصور المحض يأتي المؤول ليرأم المسؤوم من معهود النص، ويتعامل مع المضمر الخفي الذي يتحد بما يشغل رؤاه في استبطانها الكشفي، أي من تجسيد فاعلية الحدس والرؤية التأملية، رغبة منه في تجاوز ظاهرة « النص وثيقة» أو «مدونة تاريخية».