تقع الجزيرة الفراتية في قلب العالم القديم، بين أعالي نهري دجلة والفرات، وهي بذلك تحتل الجزء الشمالي الغربي من أرض العراق، والشمالي الشرقي من سوريا، وقد أطلق عليها البلدانيون العرب اسم «الجزيرة»، وورد ذكرها في الكتاب المقدس «سفر الخليقة» باسم «أرض شنعار»، ويدعوها الكلدان...
تقع الجزيرة الفراتية في قلب العالم القديم، بين أعالي نهري دجلة والفرات، وهي بذلك تحتل الجزء الشمالي الغربي من أرض العراق، والشمالي الشرقي من سوريا، وقد أطلق عليها البلدانيون العرب اسم «الجزيرة»، وورد ذكرها في الكتاب المقدس «سفر الخليقة» باسم «أرض شنعار»، ويدعوها الكلدان «بيث نهر أواثا» أي بين نهرين، وأطلق عليها اليونان اسم «Mesopotamia ميزوبوتاميا»، ويبدو أن المؤرخ اليوناني بوليبوس (202-102 ق.م) كان أول من استخدم هذا المصطلح (Mesopotamia)، ثم تبعه الجغرافي المعروف سترابو (64 ق.م – 25 م)، ويقصد به ذلك الإقليم المحصور بين أعالي نهري دجلة والفرات ومنابعهما، وهو يرادف مصطلح الجزيرة، الذي أطلقه البلدانيون العرب على الإقليم نفسه، تعد هذه الدراسة للأحوال الاقتصادية والدينية والسياسية والاجتماعية للجزيرة الفراتية قبل الإسلام ذات أهمية كبيرة، كونها كشفت عن أحداث حقبة تاريخية مهمة في تاريخ العرب، سبقت انطلاقتهم الحضارية الكبرى في مطلع القرن السابع الميلادي، وقد توافرت لها مصادر مهمة ومتعددة، منها العربية الإسلامية، ومنها السريانية واليونانية القديمة, فضلاً على المصادر العربية المسيحية.