قد لايكون هناك تاريخ تنطبق عليه مقولة (التاريخ يكتبه المنتصرون)،كما تنطبق على ماكتب عن النازية، فمعظم ما لدينا من معلومات عنها هو ما سمح المنتصرون بتداوله، منقادين لغطرستهم وللضغط الصهيوني، ونحن ـ العرب ـ لا مصلحة لنا في تسويغ ماقامت به النازية، ولكن لاشيء يمنعنا من...
قد لايكون هناك تاريخ تنطبق عليه مقولة (التاريخ يكتبه المنتصرون)،كما تنطبق على ماكتب عن النازية، فمعظم ما لدينا من معلومات عنها هو ما سمح المنتصرون بتداوله، منقادين لغطرستهم وللضغط الصهيوني، ونحن ـ العرب ـ لا مصلحة لنا في تسويغ ماقامت به النازية، ولكن لاشيء يمنعنا من استجلاء بعض الحقيقة بعيداً عن رقابة الفكر الصهيوني وإرهابه، بل لنا المصلحة كل المصلحة في فضح علاقة تسترت الصهيونية عليها، وكتمتها طويلاً عن العالم، ألا وهي التنسيق والدعم المتبادل بين النازية والمنظمة الصهيونية العالمية، وما قاما به معاً، وهو ليس اضهاداً فقط، بل قتل وتهجير بالقوة ليهود أوروبا، حتى ليبدو كأن الصهيونية هي من سوَّق كره اليهود، وهي التي لقنت النازية أفكارها العنصرية، يبرهن الكتاب بالمصادر الرسمية الموثقة على التعاون النازي الصهيوني، ويوضح الأبعاد التي بلغها والتي أخفيت طويلاً، وهو يحمل في طياته رسالة تكشف المضمون الحقيقي للحركة الصهيونية العالمية، وتثبيت أنها صنو للنازية، كما يبحث في مرحلة حدثت فيها تطورات خطيرة في جميع مناحي حياة ألمانيا، التي كانت بلداً مهزوماً، والمنتصرون يحتلون قسماً من أراضيه، وقد كبلته معاهدة فرساي عسكرياً وأرهقته اقتصادياً، هذا البلد بهذه الأحوال تمكن من قلب المعادلة، وارتقى معتمداً ذاته، ليتحول إلى القوة الأكبر في القارة، ويشن الحرب على أوروبا مجتمعة تقريباً، وإذا دفع العالم كله في الماضي ثمن التطرف النازي، فالعرب مازالوا حتى الآن يدفعون ثمن التطرف الصهيوني وإرهاب دولة (إسرائيل) المنظم.