يبدأ الكتاب بشرح المناصب الدينية والدنيوية في دمشق، ويعرفنا بشكل مشوق على دور كل منها في الحياة العامة، مع تركيزه على العلماء والأعيان الذين كانوا يشكلون طبقة الخواص، ومن خلال هذه الطبقة ودورها الاجتماعي والسياسي بنى المؤلف دراسته لواقع دمشق وقام المؤلف، من خلال الوثائق...
يبدأ الكتاب بشرح المناصب الدينية والدنيوية في دمشق، ويعرفنا بشكل مشوق على دور كل منها في الحياة العامة، مع تركيزه على العلماء والأعيان الذين كانوا يشكلون طبقة الخواص، ومن خلال هذه الطبقة ودورها الاجتماعي والسياسي بنى المؤلف دراسته لواقع دمشق وقام المؤلف، من خلال الوثائق المصرية والسورية، بتقديم جرداً شامل للعلماء ورجال الدين والوجهاء وكبار الموظفين الحكوميين في دمشق ، ومن أسماء أسر هؤلاء تظهر واضحة الأسس الدينية التي قامت عليها التركيبة الاجتماعية لبعض الأسر الدمشقية، التي أخذ قسم كبير منها بتكوين مركزه الاجتماعي، منذ تلك الفترة أو قبلها، انطلاقاً من منصب ديني أو حكومي.ومما يلفت النظر في هذا الكتاب ما أورده المؤلف من معلومات حول حجم التواجد الأوروبي في دمشق، واستخدام القناصل وموظفيهم لرجال الأحياء، كما لايسع المرء إلا أن يتوقف طويلاً أمام وثيقة أوردها المؤلف تتضمن أمراً من إبراهيم باشا إلى متسلم صفد بالسماح لمائتين من اليهود الروس بالإقامة فيها. وربما نستطيع القول بأن هذا الكتاب قد انفرد بتفصيل فيه الكثير من الشفافية والحيادية للعوامل التي أدت إلى نهاية الحكم المصري لبلاد الشام، دون أن يهمل آثاره التي تركها هناك، معدداً كثير من آراء الشوام في ذلك الحكم سلبية كانت أم إيجابية.