الغاية الأساسية من (السماع) هو التربية الدينية القائمة على التسامح وفهم روح الدين دونما إخلال بثوابته الأساسية. ولهذا كان الشيخ عبد الغني النابلسي يحترم شيوخ الطرق الصوفية ويجتمع بهم ويجلهم. علماً أنه لم يكن مقتنعاً (بالتصوف الشعبي) الذي يقوم على تلقين المريد بعض المبادئ في...
الغاية الأساسية من (السماع) هو التربية الدينية القائمة على التسامح وفهم روح الدين دونما إخلال بثوابته الأساسية. ولهذا كان الشيخ عبد الغني النابلسي يحترم شيوخ الطرق الصوفية ويجتمع بهم ويجلهم. علماً أنه لم يكن مقتنعاً (بالتصوف الشعبي) الذي يقوم على تلقين المريد بعض المبادئ في التصوف وعلى حفظ الأوراد والأذكار. ولهذا لم يكن النابلسي ضد الطرق الصوفية بل كان ضد السهولة التي تصور للمريد إمكانية بلوغه مراده بسرعة، ومن هنا كان يفضل الصوفي المخلص على الفقيه الذي تلقى ثقافة دينية سطحية، ليمارس من خلالها نفوذاً اجتماعياً كبيراً لتحقيق مصالحه الشخصية. أما هذا الكتاب الذي يتضمن عشرة فصول يعرض خلالها النابلسي مراسم السماع وأسراره الروحية وقيمته في تربية المريدين. والقيمة الكبرى لهذا الكتاب تكمن في دفاع النابلسي عن (السماع) سماع الموسيقى بالناي أو الدف أو الآلات الصناعية مدعماً رأيه بعض الفقهاء في إباحة السماع.