ميديا مسرحية للكاتب الإغريقي "يوربيدس" كتبها قبل ما يقارب ثلاثة آلاف سنة ،تدور أحوالها حول موضوع الخيانة الزوجية، ومدى تأثيرها على المراة، فعندما بهجر "جاسون" زوجته ميديا وولديه الصغيرين من أجل الزواج بفتاة أصغر سناً، يرمي بزوجته ميديا في سلة المهملات من أجل زوجته الجديدة،...
ميديا مسرحية للكاتب الإغريقي "يوربيدس" كتبها قبل ما يقارب ثلاثة آلاف سنة ،تدور أحوالها حول موضوع الخيانة الزوجية، ومدى تأثيرها على المراة، فعندما بهجر "جاسون" زوجته ميديا وولديه الصغيرين من أجل الزواج بفتاة أصغر سناً، يرمي بزوجته ميديا في سلة المهملات من أجل زوجته الجديدة، فتقف ميديا هنا وقفة غاضبة لتنتقم منه انتقاماً مروعاً، فتلجأ لقتل ولديهما العزيزين لتريه أشد الذابات قسوة. وقد اعتبرت "ميديا" ذلك الانتقام مجرد تعبير طبيعي من يد قدرته أكثر قسوة منها كان يمكن أن تحول دون موت الصغيرين، لكنها تقول إن ذلك كان خارجاً غن ارادتها، فالقدر هو الذي أجبرها على اتخاذ قرار كهذا. إن تبرير القتل الذي أعطته "ميديا" لنفسها أرادت أن تعبر به عن كمية العذاب الذي كانت تعانيه من ذلك الزوج الخائن. أي عظمة عالية تفوق بها "يوربيدس" بتعبيره عن عذابات المرأة المهجورة! وأي وصف دقيق عبر به عن مشاعر الحذلان التي تعانيها! إنه وصف لم يتفوق فيه أحد من المسرحيين حتى الآن. الآن بعد أن أدركت أن شخصية ميديا يعيشها الكثير من النساء في يومنا هذا، وهذه حقيقة، فهناك "ميديات" شبيهات تماماً بميديا يوربيدس، وقد عشن نفس التجربة التي عاشتها ميديا قبل آلاف السنين، ويحملن نفس مشاعر الألم والعذاب، وبعد مرور سنوات تملكني الفضول لمعرفة هذه التجربة، فقمت بإعادة قراءة المسرحية، ووجدت أنه من حسن حظي وحظ الجمهور أنني لم ألعب هذا الدور، إذ لم أكن لأفهم ماذا تعني كلمات ميديا، ولا أعرف الألأم والعذابات الذي تعانيها. فكرت في أن أتعرف إلى شخصية ميديا عن قرب، ليس لشيء إلا لأفهم فقط تلك اللغة القوية والحاسمة التي قيلت على لسانها، والتي لم أسمعها تقال على لسان امرأة في حياتي أبداً.