عندما دقت الساعة الثانية عشرة في الثامن والعشرين من أغسطس سنة 1749، ولد في بيت نبيل من نبلاء فرانكفورت طفل شاحب اللون تبدو عليه علائم الموت بعد شدة مضنية من أم تبلغ الثامنة عشرة....لم تمض دقائق على ذلك حتى نادت الجدة التي كانت قابعة على الفراش... "إليزابيث، إنه حي!".كانت هذه...
عندما دقت الساعة الثانية عشرة في الثامن والعشرين من أغسطس سنة 1749، ولد في بيت نبيل من نبلاء فرانكفورت طفل شاحب اللون تبدو عليه علائم الموت بعد شدة مضنية من أم تبلغ الثامنة عشرة.... لم تمض دقائق على ذلك حتى نادت الجدة التي كانت قابعة على الفراش... "إليزابيث، إنه حي!". كانت هذه الصرخة، صرخة امرأة أخرى، وكان الصوت صوتاً رقيقاً فيه المرح والفرح وفيه البشرى والحبور، إن الطفل الذي اجتاز البوابة السوداء محتقناً ضعيفاً، كان مقدراً له أن يقضي حياة فيها جلالة الوجود وعظمته. مضى على ذلك ثلاث وثمانون سنة تقلبت عليه صفحات من التاريخ تحدثه ومنها حرب السبع سنوات، ونضال أمريكا في سبيل الإستقلال والثورة الفرنسية، وقيام نابليون وسقوطه، وإنحلال الإمبراطورية الرومانية المقدسة، وإنبثاق فجر العصور البرجوازي. تمتاز الفترة بين السبعين والثمانين من عمر غوته بأنها فترة العظمة الأسطورية، وبأنه أصبح الممثل الحقيقي للثقافة الغربية في أوسع معانيها.