إن كتابنا الموسوم بــ "نظرية التلقي... رحلة الهجرة"، جهد ننشد من خلاله تقديم صورة واضحة لإحدى تجليات لقاء نقدنا الأدبي بالنقد الأدبي الغربي، وقد وقع إختيارنا على نظرية التلقي لدراسة مظاهر ذاك اللقاء والتفاعل.ومن هنا، جاء مجهودنا المتواضع ليثير السؤال عن طبيعة هذا اللقاء...
إن كتابنا الموسوم بــ "نظرية التلقي... رحلة الهجرة"، جهد ننشد من خلاله تقديم صورة واضحة لإحدى تجليات لقاء نقدنا الأدبي بالنقد الأدبي الغربي، وقد وقع إختيارنا على نظرية التلقي لدراسة مظاهر ذاك اللقاء والتفاعل. ومن هنا، جاء مجهودنا المتواضع ليثير السؤال عن طبيعة هذا اللقاء بالدرجة الأولى. لقد حاولنا، من خلال هذا العمل، أن نرصد أشكال إستقبال النقد الأدبي المغربي لهذه النظرية كما أسس لها روبرت ياوس وفولفغانغ أيزر. وكذا أهم القنوات التي انتقل عبرها الوافد الجديد، وكان السؤال الذي يثيرنا قبل إنجاز هذا العمل هو: هل نتعامل مع النظريات النقدية بخطط واضحة تحدد حاجياتنا وتوفر لنا العدة المنهجية الكفيلة بإستيعابنا لتلك النظريات أو أن الأمر لا يعدو أن يكون "مغامرة" منهجية قد تعود علينا بالخير كما قد تعود علينا بالضرر. أما الأشكال الآخر الذي يحرك هذا العمل، هو كيفية إستقبال النقد الأدبي المغربي لنظرية التلقي، وقد تمت معالجتنا لهذا الإشكال من خلال تتبعنا لبعض الأعمال التطبيقية التي اتخذت من نظرية التلقي مقاربة منهجية لدراسة النص الأدبي، لأننا نرى في التطبيق أفضل إختبار لإستيعاب الناقد للتصور النظري من جهة وإختبار صحة فروض ذاك التصور من جهة أخرى...