لو اطلعتم على الحقائق كما أطلعنا عليها، وعلى عالم الأرواح والمعاني، لرأيتم كل حقيقة وروح ومعنى على مرتبته، فافهم والزم. - الشيخ الأكبر: محي الدين بن العربي (الفتوحات: الباب الثاني، الفصل الثاني).أصل موضوع بحثنا، هو: حقيقة الحقائق، وما ينبثق عنها من مواضيع، مثل: العماء...
لو اطلعتم على الحقائق كما أطلعنا عليها، وعلى عالم الأرواح والمعاني، لرأيتم كل حقيقة وروح ومعنى على مرتبته، فافهم والزم. - الشيخ الأكبر: محي الدين بن العربي (الفتوحات: الباب الثاني، الفصل الثاني).
أصل موضوع بحثنا، هو: حقيقة الحقائق، وما ينبثق عنها من مواضيع، مثل: العماء والهباء... وهو بحث لم يعتد عليه القارئ العربي المعاصر، بل الكثير من القراء قد يتفاجأ بالموضوع، من ناحية أنهم غير معتادين على مثل هذه المباحث في الثقافة الإسلامية الحديثة، ومن ناحية أخرى أنه موضوع، موروث الحكم عليه، من قرون، من خلال الحرب التي شنها بعض العلماء على ابن العربي... ومن ناحية ثالثة، قد يجيب هذا البحث عن مختلف الاسئلة الوجودية التي، ربّما، طرحها القارئ خلال تأملاته في حقائق الوجود.
على أن مفاجأة القارئ العربي لطرح هذا الموضوع، تجبرنا على الإحتياط من بعض الفخاخ، التي يمكن له أن يسقط فيها، نتيجة حساسية الموضوع، لذلك نعمد في البداية إلى التأكيد على جملة من المفاهيم الأولية، التي نعتبرها مفاتيح أساسيّة للولوج إلى هذا الموضوع، من دونها، لا يمكن للقارئ أن يستوعب البحث، بل ربما يحيد به عن مقاصده.
أولاً: عندما نبحث موضوع الحقيقة الأولى التي لها عدّة مسمّيات، لا بدّ أن نتعرض إلى مفاهيم حرجة وحساسة، مثل: "الله" أو "الحق" و"الخلق" أو "العالم" و"الواجب" و"الممكن" و"القديم" و"المحدث" وغيرها... وهذه المفاهيم تدفعنا إلى تحديد المساحة المعرفية التي نتحرك فيها.
الإعتبار الأول: للغة القائمة بحمل هذه المفاهيم، والإعتبار الثاني: أن هذه اللغة مشترك بيننا للتواصل في هذا الموضوع، فإننا نؤكد أن ساحتنا المعرفية هي العقل، بما هو قابل وبما هو مفكر، أي بما هو موضوع وبما هو منهج.