تؤسّس التركية نورية تشالاغان روايتها "عشق السكون.. كل امرأة هاجر" على قصة النبي إبراهيم عليه السلام الواردة في القرآن الكريم. تظل وفية للنص الديني ولا تحاول الخروج عما ورد من خطوط عريضة في القصة، لكنها تجتهد فيما يخص دواخل المرأة وتأويل المواقف واستنطاق الشخصيات عبر التكلم...
تؤسّس التركية نورية تشالاغان روايتها "عشق السكون.. كل امرأة هاجر" على قصة النبي إبراهيم عليه السلام الواردة في القرآن الكريم. تظل وفية للنص الديني ولا تحاول الخروج عما ورد من خطوط عريضة في القصة، لكنها تجتهد فيما يخص دواخل المرأة وتأويل المواقف واستنطاق الشخصيات عبر التكلم بما تخمّن أنه يجول في خواطرها، وتصويرها في بيئتها. يحضر لدى تشالاغان في روايتها تأويل للأحداث التي تتشعّب في رسم خريطة زمنية ومكانية، عبر اقتفاء مسير الشخصيات وارتحالاتها التي لا تهدأ، وكأن الترحال قدر الإنسان في كل الأزمنة، تحكي عن تجلي الأسرار واشتمالها على الكنوز المخبوءة، وتتساءل إن كانت تفسيرات الناس كلها ليست إلا بحثا عن الأسرار الملتفّة حول سرّ الكنز الأزلي. تصف الكاتبة بعضا من وجوه العشق، تكون لغتها أقرب إلى اللغة الصوفية في توصيفها لحالات الوجد والعشق، وتذكر ما يعكر العشق الصافي من مشاعر تعصف بالإنسان في حالات الضعف وتؤدّي به إلى التبدّد وفقد بوصلة التوازن الروحي، كأن تتنازعه بعض الأهواء وتوقعه في حيرة بين القلب والنفس، بين الأنانية والإيثار، وبين الشك والإيمان، وتسعى للوصول إلى العشق الإلهي الذي لا تشوبه شائبة لتبلغ حينذاك الطمأنينة والسكينة.