يجعل الفرنسي جون ماري غوستاف لوكليزيو -الحائز على جائزة نوبل 2008- هامش التاريخ متنا في روايته "ثورات"، ويضعه في دائرة الاهتمام وتحت مجهر المعالجة والمراجعة دون تقديس أو تدنيس، ويزيح النقاب عن المخبوء والمخفي، ويسرد أحلام وأهام وحكايات أناس عاصروا تلك الحروب والثورات وراحوا...
يجعل الفرنسي جون ماري غوستاف لوكليزيو -الحائز على جائزة نوبل 2008- هامش التاريخ متنا في روايته "ثورات"، ويضعه في دائرة الاهتمام وتحت مجهر المعالجة والمراجعة دون تقديس أو تدنيس، ويزيح النقاب عن المخبوء والمخفي، ويسرد أحلام وأهام وحكايات أناس عاصروا تلك الحروب والثورات وراحوا ضحيتها. ثورات غيرت وجه العالم، وفرضت قيما جديدة، وحققت كثيرا من الإنجازات، دون أن يعني ذلك تجاهل نكسات وإخفاقات وانهيارات على صعد مختلفة حملتها معها إلى مراحل انتقالية تالية، يتوقف عندها لوكليزيو، ويخص بالذكر: الثورة الفرنسية، وثورة الرق في موريس، والثورة الجزائرية، وصولا إلى ثورة الطلبة واحتجاجاتهم في المكسيك، وباريس، وعدد من المدن الأوروبية في ستينيات القرن الماضي. لوكليزيو -المولود في مدينة نيس الفرنسية عام 1940 لأب بريطاني من أصل موريسي وأم فرنسية- يظهر وكأنه بصدد تقديم رحلة تاريخ عائلته منذ جده الأول الذي عاصر الثورة الفرنسية. يكون بطله جان مارو متماهيا معه في الاسم، وإن اختلف في بعض التفاصيل، أي يكون لديه نوع من تكييف السيرة العائلية في خدمة الرواية، أو تحميل الرواية أعباء السيرة التاريخية، والعائلية ضمنا.