لا بد من إزجاء تحية خاصة إلى كتاب جان بول توروك، بوصفه دراسة تتضمن فائدة مزدوجة: فهي أولاً،مادة بحث جديدة ناجحة ،يمكن أن نطلق عليها: مقاربات الجديدة لتاريخ السينما، وفي المقام الثاني تُعدُّتَفَكُّراً عميقاً حول فن السيناريو.ما يزال تاريخ السينما في بدايته. وقد كان دائماً...
لا بد من إزجاء تحية خاصة إلى كتاب جان بول توروك، بوصفه دراسة تتضمن فائدة مزدوجة: فهي أولاً،مادة بحث جديدة ناجحة ،يمكن أن نطلق عليها: مقاربات الجديدة لتاريخ السينما، وفي المقام الثاني تُعدُّتَفَكُّراً عميقاً حول فن السيناريو.
ما يزال تاريخ السينما في بدايته. وقد كان دائماً موجزأً، ولطالما نُظر إليه استناداً إلى منظومات تصنيفية بسيطة نسبياً، كالانتماء إلى أمة ما ،أو إلى مدرسة معينّة والبحث عن أجناس. ومن خلال هذه التصنيفات الفكريّة تبرز شخصيات محوريّة، المصممونالذين لاحق جامعو سيرهم حرفتهم فلماً بعد فِلم: ونعني بهم المخرجين.
ثمة بدهية طالما أغُفلت أو حُذفت عن قصد، تقول إن الفِلم هو، وسيظلُّ عملاً جماعياً. هناك دراسات جامعية حديثة أبرزت كبار المنسيين من صناعة الفن السابع وهم المُنتجون وكتّاب السيناريو، فأعادت تلك الدراسات الحق إلى نصابه، ولذلك فهي تستحق منا تقويمات جديدة.
أما جان بول توروك، فقد عزم على أن يعيد لقصاصي الأزمنة الحديثة، أي كتّاب السيناريو مكانتهم العظيمة. وهو مؤلف يكره الأفكار المسبقة، ولا تعوزه الشجاعة، وما أحوج الباحث إلى الكثير منها حينما يتصدى لعالم السينما الفرنسيّة الصغير الذي يمارس بعضُ أعضائه أحد ثوابت فن الحياة ،وهو الإرهاب الفكري، إما لنقص في الموهبة،أولفقر في القدرة الإبداعيّة.