إن النيّة والإخلاص والصدق من الركائز المهمة في الدين، وقد جعلها الإمام الغزالي رحمه الله في ربع المُنجِيات في موسوعته الشهيرة إحياء علوم الدين لأنها تتحكم في أعمال الطاعات قبولاً ورفضاً؛ ففي صلاحها قبول العمل ونجاة العبد. فالنيّة، ومحلُّها القلب، تُعدّ من أول مراحل الطريق...
إن النيّة والإخلاص والصدق من الركائز المهمة في الدين، وقد جعلها الإمام الغزالي رحمه الله في ربع المُنجِيات في موسوعته الشهيرة إحياء علوم الدين لأنها تتحكم في أعمال الطاعات قبولاً ورفضاً؛ ففي صلاحها قبول العمل ونجاة العبد. فالنيّة، ومحلُّها القلب، تُعدّ من أول مراحل الطريق إلى الله تعالى؛ وهي موضع نظر الله عزّ وجل كما في الحديث الذي رواه الإمام مسلم: «إن الله تعالى لا ينظر إلى صوركم وأموالكم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم»، وهي سابقة للعلم لدرجة أن الإمام البخاري جعلها أول حديث في صحيحه: «إنما الأعمال بالنيات..» أما الإخلاص فهو استغراق بالعبودية )قُل إني أُمرتُ أن أَعبدَ اللهَ مُخلِصاً لهُ الدين( (الزمر: 11) وعطاءٌ بالكلية )ألا للهِ الدينُ الخالص( (الزمر: 3) أما الصدق فهو نجاة وشرف في الدنيا، كما أنَّه نفعٌ وفوزٌ في الآخرة، قال تعالى: )قالَ اللهُ هذا يومٌ ينفعُ الصادقينَ صِدقُهم( (المائدة: 119).
فلمّا رأيت فائدة هذا الكتاب قمت بتقديمه للقارئ الكريم، وقد قمتُ بتهذيبه تهذيباً غير مُخلّ، وأَورَدتُ أحاديثهُ وتخريجات الحافظ العراقي بطريق غير مُملّ. وأعجبني إيراد الإمام الغزالي للأحاديث الصحيحة والمتفق عليها وإلمامه بها.