الكتابة عن الحروفية في اللوحة التشكيلية العربية، مغامرة نقدية محفوفة بالمخاطر، لاسيما وأن الحروفية أصبحت تياراً تشكيلياً له عمقه التاريخي والتراثي يمتد إلى ما قبل الإسلام ويستمر حضوراً متجدداً إلى اليوم. ومن هنا فالحروفية، ليست لوحة فيها حروف مرسومة بطريقة فنية، جمالية،...
الكتابة عن الحروفية في اللوحة التشكيلية العربية، مغامرة نقدية محفوفة بالمخاطر، لاسيما وأن الحروفية أصبحت تياراً تشكيلياً له عمقه التاريخي والتراثي يمتد إلى ما قبل الإسلام ويستمر حضوراً متجدداً إلى اليوم. ومن هنا فالحروفية، ليست لوحة فيها حروف مرسومة بطريقة فنية، جمالية، تجمع بين التقنية الحديثة والتزيين، بل هي تركيبة فكرية تطرح عبر الفن ترتبط بالإسلام تصوراً وباللغة العربية شكلاً وبنية تحديداً، في معالجتنا هنا / نجدها تمتلك رؤية فنية حديثة تحاول ان تكون في مرحلة متأخرة مستقلة عن جذورها الدينية تلك، لكن الفكر المحافظ لدى الكثير من الفنانين الذين تعاملوا مع الحروفية وضعوا في حسابهم أنها فن تشخيصي، وأن الحرف العربي يمتلك بنية مقدسة، ولذلك لا يجوز إظهاره بمظهر الفني الجمالي البحت، وبغير المقصود الذي وجد من أجله. لذلك نجد الكثير من الفنانين الذين تعاملوا مع الحرف برؤية فنية حديثة، أصبحت هذه الرؤية مقيدة بمدلولات الجرف الدينية والتراثية والتفاسير التي دارت حواه، الأمر الذي يقمع أية محاولة الخروج بالحرف من شكله الطبيعي إلى بنيته الفنية والجمالية المضمرة التي قد لا تنسجم وطبيعة موروقه الديني، من هنا جاء عنوان الكتاب «الحروفية والحداثة المقيدة»..