كانت تلك الليلة، واحدة من أجمل ليالي حياتي. في الواحدة صباحاً قالت لي فيرونيكا: إنه يفضّل أن أبقى عندهما لأنام تلك الليلة. لم يكن قد تناول أيّ منا العشاء فدخلنا ثلاثتنا المطبخ وعملنا بَيضاَ مع البصل، خبزاً وشاياً. شعرت بالسعادة، غاية السعادة، كنتُ قادراً على فعل أي شيء،...
كانت تلك الليلة، واحدة من أجمل ليالي حياتي. في الواحدة صباحاً قالت لي فيرونيكا: إنه يفضّل أن أبقى عندهما لأنام تلك الليلة. لم يكن قد تناول أيّ منا العشاء فدخلنا ثلاثتنا المطبخ وعملنا بَيضاَ مع البصل، خبزاً وشاياً. شعرت بالسعادة، غاية السعادة، كنتُ قادراً على فعل أي شيء، بالرغم من أني كنتُ أعرف أنه في هذه اللحظات كل ما كنتُ أؤمن به كان قد تحطم للأبد، وأن الكثيرين ومنهم أكثر من صديق، سيكون ملاحقاً أو تحت التعذيب. لكنْ كانت لدي رغبة أن أغني وأن أرقص، أما الاأخبار السيئة (أو الاحتمالات حول الأخبار لسيئة) فكانت تساعد فقط على وضع حطب أكثر لنار سعادتي، إذا ماصحذ التعبير، لايمكن أن أكون أكثر إسفافاً من هذا، لكنه يعبرّ عن حالتي المعنوية حتى إنه يمكنني أن أتجرَّأ وأؤكد أنها أيضاً الحالة المعنوية للأختين غارمينديا والحالة المعنوية للكثيرين ممّن كان لديهم عشرون عاماً أو أقل عام 1973.