من المؤسف ألا يعمد النقّاد أغلب الأحيان إلى تغييرات للمؤلِّفين، تسمح باكتشاف الأعمال من زاوية غير معتادة. فحينما يُنسب العمل إلى مؤلِّف جديد، يظلّ بالتأكيد هو نفسه مادياً، لكنه يغدو في الوقت ذاته مختلفاً، وتكون له أصداء غير مُنتظَرة، تغني الإدراك وتبعث على التأمّل.ويمكن...
من المؤسف ألا يعمد النقّاد أغلب الأحيان إلى تغييرات للمؤلِّفين، تسمح باكتشاف الأعمال من زاوية غير معتادة. فحينما يُنسب العمل إلى مؤلِّف جديد، يظلّ بالتأكيد هو نفسه مادياً، لكنه يغدو في الوقت ذاته مختلفاً، وتكون له أصداء غير مُنتظَرة، تغني الإدراك وتبعث على التأمّل. ويمكن لنا تخيّل التأثيرات الإيجابية التي قد تَنتج من توسيع هذه الممارسة في التعليم، حيث تسمح بعد أن يألفها الطلاب، بإعادة النظر في الأعمال الكلاسيكية الكبرى. وفي ميدان البحث العلمي، عندما تعمل على الغريب لكافكا، وذهب مع الريح لتولستوي أو الدارعة بوتيمكين لهيتشكوك، وتسهم في فتح مجالات جديدة. وسيكون من الممكن أخيراً دراسة البحث عن الزمن الضائع لهنري جيمس، ولاشارتروز دو بارم لفلوبير أو الأخوة كارامازوف لنيتشه، مع ارتكاب أخطاء أكبر في الظاهر، على الصعيد التاريخي، من الأخطاء المكتشَفة بصورة عامة، ولكنْ بفوائد مهمة للأعمال الأدبية، التي لا يمكن لها إلا أن تستفيد، كما سنرى، من مثل هذه الرعاية.