هل كانت «الإشتراكية» في روسيا هجمة على أضعف حلقة من حلقات الحضارة الرأسمالية البورجوازية، مثلما كانت هجمات البرابرة على روما أو هجمات المغول والتتر على مراكز الحضارة في بغداد وسمرقند وغيرهما؟ وهل استوعبت الحضارة الرأسمالية البورجوازية هذه الهجمة، وهي في طريقها إلى هضم ما...
هل كانت «الإشتراكية» في روسيا هجمة على أضعف حلقة من حلقات الحضارة الرأسمالية البورجوازية، مثلما كانت هجمات البرابرة على روما أو هجمات المغول والتتر على مراكز الحضارة في بغداد وسمرقند وغيرهما؟ وهل استوعبت الحضارة الرأسمالية البورجوازية هذه الهجمة، وهي في طريقها إلى هضم ما تبقى من آثارها، وستتغلب في النهاية كما جرى دائماً- عناصر الحضارة حتى لو كانت مغلوبة على أمرها على عناصر الهمجية، حتى لو كانت هي المنتصرة؟ أم أن ما جرى هو عكس ذلك تماماً. فالحضارة التي كانت طوال تاريخها تعيش في ذعر دائم على شاطئ بحر من الهمجية طالما هد د بإغراقها واجتياحها، نجح هذه المرة أيضاً دون أن يضطر إلى إراقة نقطة دم واحدة؟ ذلك أن البربرية تحيط على الدوام بالحضارة، وتستقر في وسطها ومن تحتها، متحفزة لأن تهاجمها بقوة السلاح، (وبغيره).. فالبربرية كالغابة المتلبدة في البلاد الاستوائية تحاول أشجارها على الدوام أن تقضي على معالم الإنسان المتحضر وتقاوم جهوده، ولا تعترف قط بهزيمتها، بل تظل قروناً صابرة تترقب حتى تتاح لها الفرصة لاستعادة ما فقدته من أرض بفعل الإنسان المتحضر.