يمتنع القرآن بلفظ هو نموذج بنائه عن غيره , فإذا افترضنا أن رجلاً قد أخذ كل مفردات القرآن وألفاظه، لم يُنقص منها حرفاً، فإنه لا يستطيع أن يؤلف بها للقرآن مثيلاً . وكذلك إذا افترضنا أن هذا الرجل قد وعى أنه لا يمكن بناء النص بالألفاظ فقط، وأنه محتاج، في إنفاذ ذلك إلى معونة أخرى،...
يمتنع القرآن بلفظ هو نموذج بنائه عن غيره , فإذا افترضنا أن رجلاً قد أخذ كل مفردات القرآن وألفاظه، لم يُنقص منها حرفاً، فإنه لا يستطيع أن يؤلف بها للقرآن مثيلاً . وكذلك إذا افترضنا أن هذا الرجل قد وعى أنه لا يمكن بناء النص بالألفاظ فقط، وأنه محتاج، في إنفاذ ذلك إلى معونة أخرى، هي عمدة بناء كل نص، بل هي عمدة قيام كل بناء، فتأمل في القرآن فعرف حاجته هذه، فاستنبطها منه، وصار إلى امتلاك النموذج أو نماذج البناء ( أو ما سمته العبقرية العربية " النظم " ،وما نسميه اليوم البنيه ) في القرآن، وجرب، بألفاظ القرآن وقد جمعها ونماذج البناء وقد استنبطها، أن يبني بها كلاماً، فإنه لا يستطيع، لا بما جمع ولا بما استنبط، أن يجعل كلامه الذي يؤلفه، مستعيناً بكل هذا، للقرآن مثيلاً .