هذا الشكل لمساءلة الزمن لا يزال يمثل الإشكال الحي. وهكذا، فإن «الزمن والآخر» ليستشعر الزمن ليس كأفق أنطولوجي للكائن الكائن، ولكن كطريقة لما بعد الكائن، أي كعلاقة «للفكر» بالآخر – وذلك من خلال صور متفرقة للنزعة الاجتماعية في مواجهة الإنسان الآخر: الإثارة الجنسية، والأبوة،...
هذا الشكل لمساءلة الزمن لا يزال يمثل الإشكال الحي. وهكذا، فإن «الزمن والآخر» ليستشعر الزمن ليس كأفق أنطولوجي للكائن الكائن، ولكن كطريقة لما بعد الكائن، أي كعلاقة «للفكر» بالآخر – وذلك من خلال صور متفرقة للنزعة الاجتماعية في مواجهة الإنسان الآخر: الإثارة الجنسية، والأبوة، والمسؤولية عن القريب – وكعلاقة بكل آخر، وبالمتسامي، وباللانهائي. وهي علاقة أودَيْنٌ غير مبني بوصفه معرفة، أي بوصفه مقصداً يخفي التمثيل ويأتي بالآخر إلى الحاضر وإلى المعاونة. وأما الزمن، فعلى العكس من هذا، فيعني في تعاقبه علاقة لا تعرِّض غيرية الآخر للخطر، وتضمن مع ذلك عدم لامبالاته إزاء «الفكر».
تقضي الأطروحة الرئيسة المرئية في «الزمن والآخر» أن نفكر بالزمن ليس بوصفه تقهقراً للأبدية، ولكن بوصفه علاقة مع هذا الذي هو آخر قطعاً، ولا يقبل الذوبان ذاتاً، ولا يدع نفسه تضمحل عن طريق التجربة، أو تنمحي في هذا الذي لا يتناهى في ذاته، ولا يُسلم نفسه للفهم. ومع ذلك، فإن هذا يكون إذاك ان يجب على هذا الكائن غير النهائي، أو هذا الآخر أن يسمح بالإشارة إليه بالأصبع وباسم الإشارة «هذا»، وكأنه شيء بسيط، أو أن نعلق عليه «أل» التعريف، أو أن نرده إلى التنكير، وذلك لكي يأخذ جسداً. وهذه علاقة مع غير المرئي حيث تُنْتَجُ اللامرئية ليس من عدم قدرة المعرفة الإنسانية، ولكن من عدم جاهزية المعرفة ما تمثله – من عدم ملاءمتها – لغير النهائي الآخر مطلقاً، وللعبث الذي يتخذ هنا حدثاً مثلا لتلاقي.
ولقد نرى أن استحالة التلاقي وعدم الملاءمة، ليسا مفهومين سلبيين فقط، ولكن لهما معنى في ظاهرة عدم التلاقي المعطاة في التعاقب الزماني. فالزمن يعني هذه الديمومة من عدم التلاقي، كما يعني أيضاً هذه الديمومة من العلاقة، ومن الاستلهام، ومن الانتظار: خيط أكثر متانة من سطر مثالي لا يقطعه التعاقب؛