تعبير عن ذلك المونولوج الطويل الذي يعتمل في دخيلة مؤلفه مع الخطاب النقدي، منذ وجد نفسه تواقًا إلى عالمه وهو على مقاعد التتلمذ والقراءة ثم الممارسة والحوار فالإنجاز. إنه حوار في هموم هذا الخطاب ومداخله ومفاهيمه وإشكالاته ووظائفه، من دون أن يغفل عن سؤال العلاقة فيما بين هذا...
تعبير عن ذلك المونولوج الطويل الذي يعتمل في دخيلة مؤلفه مع الخطاب النقدي، منذ وجد نفسه تواقًا إلى عالمه وهو على مقاعد التتلمذ والقراءة ثم الممارسة والحوار فالإنجاز. إنه حوار في هموم هذا الخطاب ومداخله ومفاهيمه وإشكالاته ووظائفه، من دون أن يغفل عن سؤال العلاقة فيما بين هذا الخطاب الغربي في منتجه، وخطابنا العربي. لقد عرض الكتاب لمداخل النقد الأدبي المرجعية: كالمنهج التاريخي، والمنهج النفسي، والمنهج الاجتماعي؛ وللمداخل المحايثة: كالمدخل الشكلي، ومدخل النقد الجديد، والمدخل البنيوي، ومدخل التفكيك، ومدخل جماليات القراءة والتقبّل، والمدخل النسوي، إلى جانب ما عرفته مسيرة النقد العالمي من اتجاهات نقدية أخرى: كالنقد الانطباعي، والنقد الأخلاقي، والنقد الوجودي، والنقد الجمالي، والنقد الأكاديمي، والنقد السيميولوجي، والنقد الأسلوبي، والنقد التكاملي. على هذا النحو فإن الكتاب يتوجّه للقارئَيْنِ معا؛ العام المتطلّع إلى الوقوف على عالم النقد ومشكلاته ومناهجه، والنموذجي المتمثل في الباحث والمثقف والناقد، عبر الأسئلة والحوار الذي عقده الكتاب، بمباحثه المتعددة، وصولًا إلى خلق هامش تَبصُّر أكبر بما يفتقر نقدنا إليه، ويحول دون خروجنا من دائرة الاستلاب والتبعية التي لا تضيف جديدًا أو تخلّق وعيًا بالتجاوز.