تستطيع أن تتذكر كل حركة من حركاتها: الطريقة التي تطأطئ بها نيللي وتنهض لتترك الأكياس على الأرض، التروي، الصمت، الرقة، رقة لم ترها فيها أبداً ولن تراها، طريقة اقترابها من الطائر بخطوات واثقة لكنها شديدة التأني، وعندما وصلت إلى حيث هو، انحنت عليه كما لو أنها غرقت في تأمل...
تستطيع أن تتذكر كل حركة من حركاتها: الطريقة التي تطأطئ بها نيللي وتنهض لتترك الأكياس على الأرض، التروي، الصمت، الرقة، رقة لم ترها فيها أبداً ولن تراها، طريقة اقترابها من الطائر بخطوات واثقة لكنها شديدة التأني، وعندما وصلت إلى حيث هو، انحنت عليه كما لو أنها غرقت في تأمل صامت، طريقة وضع يدها على صدر طائر الجنة المنتفخ والطريقة الرصينة التي رد بها الطائر، برجفة بالكاد كانت محسوسة، استسلم لها فيما بعد. بدأت نيللي تداعبها، لكن لا شهوانية في الأمر، وإنما شيء يعوي كالريح ويصرخ كطفل. أما هي فلقد انتابتها حينئذ فكرة جريئة ومستحيلة: كيف ستموت نيللي عندما تموت؟