"أحاول وصف ما حدث، واستعادة عطر تلك اللحظات المنهوبة، في الرسائل التي وجدتها في بريدي الالكتروني، ففي فترة الفراق، كنت أرسل لها كل يوم رسالة على الأقل، من دون أن أتلقّى جواباً، وهي حين استقبلت رنين هاتفي أخيراً، كانت قد تجاوزت جحيم الصدمة، أو هكذا خيّل لي، وكأنني ارغب...
"أحاول وصف ما حدث، واستعادة عطر تلك اللحظات المنهوبة، في الرسائل التي وجدتها في بريدي الالكتروني، ففي فترة الفراق، كنت أرسل لها كل يوم رسالة على الأقل، من دون أن أتلقّى جواباً، وهي حين استقبلت رنين هاتفي أخيراً، كانت قد تجاوزت جحيم الصدمة، أو هكذا خيّل لي، وكأنني ارغب باستعادة ماضٍ حميم لا أريد أن أتجاوزه، مثل أسير في قلعة صحراوية، اعتاد على جدرانها وحرّاسها، بقدر خوفه من غموض الصحراء المحيطة به من كل الجهات.
إنني افتقد الطمأنينة، وفي هذه اللحظة، تحديداً، كانت عبلة هي طمأنينتي، وربما عبوديّتي".
"عبلة، أكتب لكِ من بلادٍ مظلمة، دون أن يكون الجو ليلاً".
"بين غابة السيقان الصاخبة، والروائح النفّاذة، تسلّل الثلاثة إلى ركنٍ من البار، واخذوا يتشمّمون رائحة الطرائد عن كثب، وسط الزحام والصخب وحمّى الموسيقى، وبعد كأس من البيرة حلّق الثلاثة في جهات مختلفة، وارتطمت أحلامهم بسماء من البرق والرعد، فيما هطلت غيوم الشهوة بعنف، فوق رؤوسهم وتبلّلوا حتى الثمالة"
"من الرواية"