أن تقرأ كامو، يعني أنك ستعيش صراعاً داخلياً عنيفاً. سيكون عليك، من الصفحات الأولى، أن تدرك تمرد هذا الكاتب على المفاهيم الجاهزة، والأفكار المعلبة، والحياة الغبية التي يعيشها إنسان هذا الكوكب. وليس تمرد كامو تمرداً صبيانياً أرعن، وإنما تمرد فلسفي واع إلى أبعد حدّ.(الطاعون)...
أن تقرأ كامو، يعني أنك ستعيش صراعاً داخلياً عنيفاً. سيكون عليك، من الصفحات الأولى، أن تدرك تمرد هذا الكاتب على المفاهيم الجاهزة، والأفكار المعلبة، والحياة الغبية التي يعيشها إنسان هذا الكوكب. وليس تمرد كامو تمرداً صبيانياً أرعن، وإنما تمرد فلسفي واع إلى أبعد حدّ.
(الطاعون) ليست فقط رواية كتبها كامو ليستعرض فيها تاريخ مدينة كـ (وهران) ضربها الطاعون، وإنما هزة أرضية عنيفة، تقلب أساس البناء الفكري وتخلخل الهدوء الذي كنت تتمتع به قبل أن تبدأ القراءة.
يحترف كامو إعادة قارئه إلى جدل الوجود، عبر فيض من الأفكار الساحرة، تنثرها الشخصيات بين جثث ضحايا الطاعون، أو عبر نطقها في لحظات الاحتضار الفظيعة.
ما هو هدف الإنسان في الحياة؟
ربما لا جواب أكيداً، وربما هناك أجوبة خلاص، لا تهم سوى أصحابها.
يُفلت كامو طاعونه من عقاله، ويتركه يعبث بمصائر الناس عبر صفحات طويلة، وعندما يقرر لجمه، يعلن أنه لا يمكن أن يختفي، وإنما يختبئ في كل الأمكنة، منتظراً الوقت المناسب كي يبدأ وجبة بشرية من جديد.
عقبة زيدان