القول الفَصْل أن هذا الكتاب من الكتب المهمّة التي يحتاج إليها القارئ العربيّ، يستوي في هذه الحاجة من يهتمّ بالمعرفة الروحيّة في الإسلام، ومن يتطلّع إلى أدب إسلامي في نماذجه الرفيعة؛ وحتى من لديه اهتمامٌ بعلم النفس سيجد ما يمكن أن يثري خبرته في هذا المجال. ذاك لأنّ الرّوميّ...
القول الفَصْل أن هذا الكتاب من الكتب المهمّة التي يحتاج إليها القارئ العربيّ، يستوي في هذه الحاجة من يهتمّ بالمعرفة الروحيّة في الإسلام، ومن يتطلّع إلى أدب إسلامي في نماذجه الرفيعة؛ وحتى من لديه اهتمامٌ بعلم النفس سيجد ما يمكن أن يثري خبرته في هذا المجال. ذاك لأنّ الرّوميّ شخصيّة فذَّة ومتعدّدة الجوانب: فقيهٌ وعارفٌ وشيخ طريقة ومُربٍّ ورجل مجتمع من طراز فريد. هذا فضلاً عن ثقافة غزيرة أحاطت بما عرفته منطقةٌ تمتدّ من شماليّ الهند وآسيا الوسطى إلى حدود اليونان الحالية، من معارف معقولة ومنقولة. فإذا أضفنا إلى هذا كلّه أستاذيّته في الشعر الفارسي الإسلامي واستمداده في شعره الغزير من معين الثقافة الإسلامية الأصيلة، أدركنا أمام أيّ رجل نقف في هذا الكتاب.
وأستطيع أن أقول مطمئناً إنّ قراءة الرّوميّ، في آثاره مباشرة وفيما كُتب عنه، مَدْعاةٌ إلى أن نزداد ثقةً بقوّة الثقافة التي أشاعها الإسلامُ العظيم، وضخامة المبدعين الذين استظلّوا بظلّه ومتحوا من معينه. ومن نافلة القول أن نشير إلى أنّ أشعار الرّوميّ تُترجم اليوم إلى الإنكليزية، وتعدّ من أكثر الكتب رواجاً في بلد كالولايات المتحدة الأمريكية.