كان أمير يتوق إلى العراق الذي كان يعيش تحت كنفه أسعد ورفاقه جميعاً في ذلك "الكهف" الذي لم يعد يتذكره أحد سواه وأخوه قاسم. لقد ظلت صورة ذلك ’الكهف‘ وشكله وأحاديث السمر التي سلخها في ضيافة أولئك الفتية الذين غابوا إلى الأبد ولم يُعثر حتى على جثثهم بعد كل هذه السنين، ظلت رابضة...
كان أمير يتوق إلى العراق الذي كان يعيش تحت كنفه أسعد ورفاقه جميعاً في ذلك "الكهف" الذي لم يعد يتذكره أحد سواه وأخوه قاسم. لقد ظلت صورة ذلك ’الكهف‘ وشكله وأحاديث السمر التي سلخها في ضيافة أولئك الفتية الذين غابوا إلى الأبد ولم يُعثر حتى على جثثهم بعد كل هذه السنين، ظلت رابضة في مخيلته حتى بعد أن تصرمت سنون طوال، فجذوة الشوق والوصال إلى ذلك المكان المهيب لم تخبو حتى بعد أن تلاشى رسمه وأضحى أثراً بعد عين. لقد جمع ذلك "الكهف" المنزوي تحت مظلته مختلف ألوان الطيف المجتمعي ممن لم يكن حديثهم وهمهم سوى العراق، متحدين أشد الظروف قساوة من البرد والجوع والغربة والحرمان ليدافعوا عن البلاد، كل البلاد، دون أي طائفة أو تيار أو مؤسسة أو شخص، وليسطروا ملحمة نادرة من التلاحم والتآخي والتعاضد غابت وتوارت بفعل الواقع الجديد.