ليلة وليلة. تقوم رواية «فانتازيا»، قيد النقاش، على نص يتراوح بين الخيال الفانتازي، وما فيه من ظلمة وانعزال وانعزالية، وبين الواقع الملموس على المستوى الزمكاني الذي تدور أحداثه في القدس وبغداد وتونس والقاهرة وعمّان. يطل علينا «سمير الجندي»، منذ بدايات روايته، وهو يحتار بين...
ليلة وليلة. تقوم رواية «فانتازيا»، قيد النقاش، على نص يتراوح بين الخيال الفانتازي، وما فيه من ظلمة وانعزال وانعزالية، وبين الواقع الملموس على المستوى الزمكاني الذي تدور أحداثه في القدس وبغداد وتونس والقاهرة وعمّان. يطل علينا «سمير الجندي»، منذ بدايات روايته، وهو يحتار بين غوصه في الحلم، أو خروجه من حلم لم يعش فيه أصلاً، ليبحث عنه في الأزقة وفي الصور وفي العقول الهرمة، أو بين المطارات (ص: 12-11)، ومما يقوله: «أحمل في ذاتي أملاً بالعيش وحدي مع نفسي، في بقعة منعزلة من العالم، في ركن قصيّ؛ فأنا في غربة اجتماعية مع قريتي، (ص: 9، 29)، ثم «يختفي عالمه في حلم شرّير» (ص: 11). لقد حقق «الجندي» حالة من التزاوج بين الخيال الذي جعله يتحرر من قيود النص والرتابة والتراتبية التي تفرض على الكاتب، في أغلب الأحيان القيافة التي تحمل في طياتها شيئاً من الضلالة والتستّر على عيوب المجتمع وآفاقه. وصمّم شخصيات روايته، من الراوي – البطل، وهو الكاتب نفسه، والمحبوبة – المدينة أو المدينة – المحبوبة، معها «فانتازيا»، منحته حرية التعامل معها ومحاورتها وتلقّي الرسائل المختلفة منها.
عزيز العصا