أظهرت الصورة المتخيلة المرسومة والمحكي عنها لأبوي البشر آدم وحواء (ع) وخصوصاً في رسومات رسّامي عصر النهضة، أظهرتهما عاريّين وليس لهما من ستر العورة سوى ورقة التوت.وتلك الصورة هي في طبيعتها حالة إنسانية توازي تماماً الولادة البشرية في عبارة (ربي كما خلقتني) وهي تُصاحب...
أظهرت الصورة المتخيلة المرسومة والمحكي عنها لأبوي البشر آدم وحواء (ع) وخصوصاً في رسومات رسّامي عصر النهضة، أظهرتهما عاريّين وليس لهما من ستر العورة سوى ورقة التوت.
وتلك الصورة هي في طبيعتها حالة إنسانية توازي تماماً الولادة البشرية في عبارة (ربي كما خلقتني) وهي تُصاحب النَّظرة الأولى للطفل الوليد من قِبل القابلة المأذونة وأمه لحظة إبصاره لنور الحياة مغادراً عتمة رحم أمه.
الصورة ذاتها أسّست مشاركة مع الكثير من الهواجس والأحاسيس الأولى التي لازمت محطات اليوم الإنساني من الصباح إلى فجر اليوم التالي. وهي نفسها ظلّت ملازمة للملامح الأبدية لصورة آدم كما نراها في متخيِّل الأساطير وأغلفة الأناجيل أو لوحات فنَّاني عصر النهضة لتكون تلك الصورة حاملة الإيماءة الأولى بكل تفاصيل ما نحسّ به اليوم من صور الحزن إلى ضوء الشهية والدمعة والإغراء الذي يُصيب العيون ليحدث ما يبرر الفعل البشري في القصيدة أو المناجاة أو أي نشاط حياتي آخر بدءاً من سلطة الملك إلى توسُّلات وأدعية الفقراء.