الطريقة الشابّية هي إحدى الطرق الصوفية التي كانت لها آثار كبيرة وُسْـعًـا وعُمقًا مدّة نحو أربعة قرون، بالخصوص في القطر التونسي وفي الشرْق الجزائري، سواء على المستوى الدّيني أو الاجتماعي أو السياسي. وقد امتدّت خلال القرن العاشر إلى المغرب الأقصى وإلى الشرق الأوسط وتركيا....
الطريقة الشابّية هي إحدى الطرق الصوفية التي كانت لها آثار كبيرة وُسْـعًـا وعُمقًا مدّة نحو أربعة قرون، بالخصوص في القطر التونسي وفي الشرْق الجزائري، سواء على المستوى الدّيني أو الاجتماعي أو السياسي. وقد امتدّت خلال القرن العاشر إلى المغرب الأقصى وإلى الشرق الأوسط وتركيا. ولا تزال سلسلة شيوخها موصولة إلى اليوم.
وموضوع هذا الكتاب، هو إلقاء أضواء عـلى جانبها الصوفي والتربوي بالخصوص، لأنه هو الأصل في كل أدوارها الأخرى، وهو الأهمّ من حيث آثاره، وهو المستمرّ بلا انقطاع خلافا للجوانب الأخرى، وهو المجهول عند كثير من المـؤرّخين للحياة الدّينية في بلدان المغرب الإسلامي خلال القرون الأخيرَة. أمّا الجانب السياسي والحرْبي الذي خاض فيه أفرَاد من العائلة الشابّية، فلم أتعرّض له إلا قليلا جدّا، بقدر ما تمسّ إليه الحاجة في غاية الاختصار، إذ هو خارج عن موضوع هذا الكتاب.
ويتألّف هذا الكتاب من ستة أقسام:
موضوع القسم الأوّل، هو سيرة مؤسس الطريقة الشابّية في القرن التاسع الهجري: أحمد بن مخلوف الشابّي ، وبيان لتعاليمه وأسس طريقـته، وتعريف بالأعلام الناشرين لها في المغرب والمشرق، وإيراد لبعــض نصوصه.
وفي القسم الثاني، توضيحات مسهبة في وجوب التمييز بين التصوّف العرفاني والفلسفة، وفي الرَدّ على المفاهيم الخاطئة المتفشية بكثرة حول التصوّف العرْفاني، وما يتضمّنه في مجال التوحيد، وقد كان مؤسس هذه الطريقة من أهله.
وموضوع القسم الثالث، هو كيف تطوّرت الطريقة على أيدي ذرّيته، وتسلسل شيوخ الطريقة وآثارهم، خلال نحو أربعة قـرون في القطرين التونسي والجزائري.
وموضوع القسم الـرّابع، هو فحص دقيق لكتاب"تاريخ الشابّية" للدكتورعلي الشابّي.