ما بكِ يا قصائد هذا العام الحالم ؟ موعدُ قِطافُ قافيتكِ قد أوشك بالتربُّعِ قبل أوانهِ وأنتِ لم تنضج ثماركِ حتى الآن . هـا هُم أولاد الجيران تشقُّ أفواههم تلاحين من أغاني حصاد نخيل المبسلي(1) ويرقصون حول مراجل الفاغور(2) الثائرة بالغليان ظهيرة شهر يوليو ، يتشاكسون مع بعضهم...
ما بكِ يا قصائد هذا العام الحالم ؟ موعدُ قِطافُ قافيتكِ قد أوشك بالتربُّعِ قبل أوانهِ وأنتِ لم تنضج ثماركِ حتى الآن . هـا هُم أولاد الجيران تشقُّ أفواههم تلاحين من أغاني حصاد نخيل المبسلي(1) ويرقصون حول مراجل الفاغور(2) الثائرة بالغليان ظهيرة شهر يوليو ، يتشاكسون مع بعضهم البعض ، ويجمعون البِسر المُخطط بالأصفر والأحمر ، وترفضُ العجائز أن تحملَفوق رؤوسهنَ المبادع والقفر المليئة بالرّطب ليعُدن إلى العريشِ بتلك الحكاية الجميلة المغلوبة بالتعب والفراغ ، لعلَّ القيظ هذا لقيطُ طلعات الفحل المُختبئة بين أشجار السوقم واللثب(3) المُمتد على خاصرة الوادي وفي نحرِ مزرعةٍ مهجورة منذُ مئات السنين يتثاءبُ منها رائحة السِّباخ ، أذهلني كذلك أن شجرة ليمون البطحاء قد بَكت ثمارها بحرارة ، وإن شجرة القاو(4) لم تحط الحشرات الصّيفية على أغصانهاالمرنة ، وأن شجرةُ الشّخر ما زالت دموعها البيضاء تنزفُ باستمرار ، وماذا بعد ؟ نسيتُ أن أُخبركم بأن جفنا الليل أو لعبة لم تنتهِ(5) هي من نالت النصيب الأكبر من القراءة في هذا الموسمُ الصّيفيُّ الجميل والقريب إلى جميع الأرواح القرويّة أيضًا ، لقد كانت بمثابة الروح وجعلتُ أردّدُ بعضًا منها على مسامع أصدقاءُ الغُربة في العاصمة مسقط القادمون من كل مكانٍ ضاقت به الحياة ، هكذا وجدتُ نفسي أحتضر أمام موسمُ القيظ هذا دونما أيَّة تردد .