كان نشر "دفاتر ألبير كامو" قد قررته أسرة الكاتب وناشروه، تلبيةً لرغبة كثير من الجامعيين والطلبة، وبوجه عام جميع الذين يهتمون بمؤلفاته وتفكيره.إنهم لا يفتتحون هذه المنشورات دون تحفظات: كان ألبير قاسياً على نفسه، وكان لا ينشر شيئاً باستخفاف، فلماذا إذاً تُعرض للجمهور رواية...
كان نشر "دفاتر ألبير كامو" قد قررته أسرة الكاتب وناشروه، تلبيةً لرغبة كثير من الجامعيين والطلبة، وبوجه عام جميع الذين يهتمون بمؤلفاته وتفكيره.
إنهم لا يفتتحون هذه المنشورات دون تحفظات: كان ألبير قاسياً على نفسه، وكان لا ينشر شيئاً باستخفاف، فلماذا إذاً تُعرض للجمهور رواية متروكة، ومحاضرات ومقالات وملفات وحتى مسودات لم يكن هو نفسه احتفظ بها "بوصفها كتابات معاصرة"؟
ببساطة، لأن المرء حين يحب كاتباً أو يدرسه بعمق، يتمنى غالباً أن يعرف كل شيء عنه. وأولئك الذين يملكون كتابات كامو غير المطبوعة يعدّون عدم تلبية هذه الرغبة المشروعة ورفض السماح بقراءة "الموت السعيد" أو "يوميات سفر" مثلاً لأولئك الذين يرغبون في ذلك تعسفاً مسرفاً.
إن الجامعيين الذين قادتهم دراستهم، في حياة كامو أحياناً، ليراجعوا كتابات صباه أو كتاباته التي جاءت بعد ذلك، ولكنها غير معروفة إلا قليلاً، أو التي لم تكن قد نشرت بعد، يرون أن صورة الكاتب لا يمكن إلا أن تتلون وتغتني بقراءة تلك الكتابات.