أنا الحلوة.. هكذا يسمونني.متناسين ريحانة التي كنتُها فتوارى اسمي خلف هذه الصفة التي بدت كأنها واقع لا مفر منه لأمتثل لها مع مرور الوقت بمرافقة رائحة سحرية يشمها الجميع ويدورون حول أطيافها كما النحل حينما يُذوّبهُ رحيق الأزهار.كنت أعتقد إن كل بنت (حلوة) لها جمال مختلف ولونٌ...
أنا الحلوة.. هكذا يسمونني.
متناسين ريحانة التي كنتُها فتوارى اسمي خلف هذه الصفة التي بدت كأنها واقع لا مفر منه لأمتثل لها مع مرور الوقت بمرافقة رائحة سحرية يشمها الجميع ويدورون حول أطيافها كما النحل حينما يُذوّبهُ رحيق الأزهار.
كنت أعتقد إن كل بنت (حلوة) لها جمال مختلف ولونٌ مختلف وصوت مختلف وجسد مختلف؛ وأنّ لها عينين غجريتين واسعتين ومكحلتين ووجهاً أبيض مثل الضباب وطولاً متميزاً كعارضات الأزياء ورشاقة ممثلات يسحرن الجمهور،ولها رقة فراشات في قصائد الشعراء، وضحكة ملائكة صغيرات؛ لكن كل هذا الاعتقاد ليس له رصيد إلا في مخيلتي في واقع الحال، وعلى ما يبدو هناك أمور أكثر غموضاً تتلبس الآخرين حينما يعشقون شيئاً ويطاردون خيالاتهم من أجله؛ فأنا بنت عادية لا يميزني عن غيري إلا بما تتميز عنه بنت عن غيرها بالشكل وخريطة الجسد.
لكن ربما عيناي فيهما بعض الجاذبية الغريبة وهذا شيء عادي أفهمه وهو أمر اعتدتُ عليه، لكن أن تكون رائحتي هي الحلاوة الأخيرة لبنت بسيطة مثلي هي سرُّ جمالها الفذ فهذه قصة حيرتني كثيراً وأربكت حياتي بل وانتهكتها وحوّلتها إلى قطعة رعب محنطة. وهذه قصة تحتاج إلى تفصيل دقيق ربما لا يصدقها الآخرون. لكن هذا ما حدث فتحولت من بنت مراهِقة إلى أنثى استثنائية جاذبة برائحة مثيرة في شعرها وجسدها.
بهذه البساطة صرتُ محط اهتمام الجميع منذ كنت طالبة بعمر ثمانية عشر عاماً لا أعرف ماذا يدور حولي ولا أعيه بالشكل الصحيح وما ينسجه القدر حولي حتى تعييني في دائرة خدمية قادتني المصادفة إليها، وأنا مرهقة بهذا الاهتمام الغريب من الجميع كبنت لها رائحة غريبة يدور حولها الجميع مثل كلاب الزينة ويرددون : أنتِ الفتاة التي عطّرتها الملائكة.. أنتِ رائحةٌ من السماء.