بين مدينتي كافافي والناصرية مسافة من عمر الشاعر، دفعٌ أيقوني وميثولوجي وأيروتيكي لحركة الجسد وتفكيره منذ قَطع الحبل السريّ ومرورا بطفولة الخبز والجوع والقصف المقابل في جبهات القتال في الجنديّة القديمة وانتهاءا بموسم هجرة نوارس النّهر، إشكالية من تحديد العلاقة كافافيس...
بين مدينتي كافافي والناصرية مسافة من عمر الشاعر، دفعٌ أيقوني وميثولوجي وأيروتيكي لحركة الجسد وتفكيره منذ قَطع الحبل السريّ ومرورا بطفولة الخبز والجوع والقصف المقابل في جبهات القتال في الجنديّة القديمة وانتهاءا بموسم هجرة نوارس النّهر، إشكالية من تحديد العلاقة كافافيس بعزلة الرعشة والناصرية بقيظ تموز وخرائطها السومرية الممتدة من شارع الهوا وحتى جميع مقاطعات أمريكا. لاشيء سوى أنّها من النخل تصنع أوقاتها فيما يصنع الشاعر اليوناني أوقاته من ثمالة القياصرة والجنود وسيناتورات مجالس الشيوخ.
بين الشاعر والمدينة (الناصرية) حميمة حسّ وشهوة أفخاذ وحرارة قبلات حمراء تعبر لحظة تأليف القصيدة إلى حرب من مودّة وغرام لاينتهي إلاّ عند قناعة اللحظة الأكثر وضوحا في جعل المدن سرّ كشوفاتنا ونحن نريد أن نؤسّس لحياتنا مجدا اسمه (ديوان شعر).
وعلى ضفتي الكأس الذي يشرب منه كافافيس، تشرب الناصرية من ضفتي نهر أسمه (الفرات) ليخرج من رحم تأمّل الشاعر وإحساسه الخاصّ وتفتح له الشوارع صدور عابريها بين الرجل الكادح ونهد المرأة العاشقة، وفي الإلتحام المصيريّ بين تلك المغريات يخرج إلى الدنيا ذلك الوليد الصّغير المدعو (القصيدة).