ربما تكون قراءة كازانتزاكس – في عصر ما بعد الواقعية والرومانتيكية – هامة لرؤية المخاض القروسطي وانفجار النهضة؛ وأبعد من ذلك، فإن القراءة المنفتحة ستضعنا في مواجهة الميثولوجيا بأحمالها الثقيلة كافة.مواجهة، بل صدام عنيف، ما بين القروسطية غير العاقلة والحمقاء، وبين...
ربما تكون قراءة كازانتزاكس – في عصر ما بعد الواقعية والرومانتيكية – هامة لرؤية المخاض القروسطي وانفجار النهضة؛ وأبعد من ذلك، فإن القراءة المنفتحة ستضعنا في مواجهة الميثولوجيا بأحمالها الثقيلة كافة.
مواجهة، بل صدام عنيف، ما بين القروسطية غير العاقلة والحمقاء، وبين الأفكار المتطرفة نحو التقدم. إن الأفكار الطليعية هنا هي إنسان يعتكف في ركن مظلم، في عصر مظلم، وقد شرع يخطّ أفكاره على جسده، ويغمس ريشته بدم شرايينه المفتوحة. في حين يدرك هذا الإنسان أن الحياة الغامضة، وربما بلا جدوى.
هنا، من جديد تُهزم الأحلام، ومن ثم تُهزم الأفكار التقدمية، ليس لأنها غير صالحة، بل لأن التأثير القروسطي المدجج بالكلمات العجائبية الخارقة، كان ثقيلاً لدرجة أنه يطحن الحاجات الإنسانية البسيطة لهؤلاء المساكين؛ وأكثر من ذلك، فإن الصليب جاهز لأن يُعلَّق عليه كلُّ من تُسوّل له نفسه أن يرى أي فارق بسيط بين الشقاء والسعادة.