إسماعيل الحلاق، يعتقد بأنه يستطيع أن يكون ما يريد أن يكونه، وأنْ يصنع نفسَه بنفسه، يستطيع أن يكون مسؤولاً عن نفسه كفرد، ويتحمّل مسؤوليّة أسرته طواعية. هو ليس بفيلسوف ولا تربطه علاقة بالفلاسفة، وليس بفرنسيّ ولا علاقة له بالفرنسيين. فهل يُعقل أن يَعْتدي على وجوده فلاسفة...
إسماعيل الحلاق، يعتقد بأنه يستطيع أن يكون ما يريد أن يكونه، وأنْ يصنع نفسَه بنفسه، يستطيع أن يكون مسؤولاً عن نفسه كفرد، ويتحمّل مسؤوليّة أسرته طواعية. هو ليس بفيلسوف ولا تربطه علاقة بالفلاسفة، وليس بفرنسيّ ولا علاقة له بالفرنسيين. فهل يُعقل أن يَعْتدي على وجوده فلاسفة فرنسيّون ويحطّمون كيانه؟ إن وقعت الواقعة فهو اعتداء غير شرعيّ، ولا يمكن تبريره إلا فلسفيّاً. فكيف لذلك أن يحدث، وهل يمتلك الإرادة للهروب ممّا قد يحدث؟
تزوّج إسماعيل بعد الاستقلال بسنتين، وهو على يقين بأن مستقبل البلد سيكون واعداً. لذا عليه إنجاب الأطفال، والمساهمة في "بَيْبي بُومْ" طفرة المواليد. تحدُث الطفرة بعد الحروب والكوارث، والناجي يبقى متفائلاً ولديه أمل ورغبة في إعادة بناء المجتمع الذي أتلفته الكوارث. وما يساعد على هذا الشعور هو انغلاق باب الانتقاء الجنسي، بسبب الخوف من الاندثار عند الجنسين. ففي داخل الكهوف، وتحت سقوف الملاجئ، وفوق الجبال، يقترب الفَارُّون من الزلازل وسونامي والفيضانات من بعضهم بعضاً، غير عابئين بمؤسسة الأسرة، وقوانينها المجحفة، أو السلطة التي تقتات من تنظيم الحبّ. فيتحرّر "بُومْ.... بُومْ" من كل الإكراهات، ويبقى صوته هو الصوت هو الذي يُسمع. فتنتفخ البطون، وتنشأ علاقات جديدة.