كما أن لكل جيل نقاده فإن لكل مرحلة من مراحل البحث العلمي باحثوها المواكبون للحظة التاريخية، وإذا كانت الكتابة الرقمية قد وجدت طريقها إلى الأكاديمية من خلال باحثين تحققوا بداية في النقد بمعناه التقليدي القائم على المنتج الأدبي (الورقي خاصة)، فإنها (الرقمية) وقد فرضت تحققها...
كما أن لكل جيل نقاده فإن لكل مرحلة من مراحل البحث العلمي باحثوها المواكبون للحظة التاريخية، وإذا كانت الكتابة الرقمية قد وجدت طريقها إلى الأكاديمية من خلال باحثين تحققوا بداية في النقد بمعناه التقليدي القائم على المنتج الأدبي (الورقي خاصة)، فإنها (الرقمية) وقد فرضت تحققها إبداعيا ليكون لها باحثوها الشباب (أبناء الأكاديمية) لتكون مدارا لتحققهم بوصفها الحدث الأهم في سياق تجربتهم النقدية.
من هنا كانت هذه الرسالة العلمية التي تقدم نفسها مطبوعة لقراء العربية، خارجة من رحم الأكاديمية ومعلنة عن جيل من الباحثين يدرك طبيعة مرحلته ويحقق قوانين رحلته في عالم يتغير سريعا مما يجعل الإمساك بتفاصيله يمثل تحديا ينضاف إلى تحديات الجهد العلمي والإدراك المعرفي لمتطلبات البحث العلمي.
إن الإضافة الحقيقة – من وجهة نظري – لهذه الدراسة لا تكمن في التنظير ومحاولة اكتشاف مقولات النقد في النصوص محل عملها بقدر ما تكمن الإضافة في قدرتها على قراءة النصوص وفق وعيها بمفهوم الرقمية وقوانينها الجمالية التي مازالت قيد الاكتشاف وهو ما يجعل منها خطوة أولى في طريق طويل تستهله الباحثة بعمل له طبيعته العلمية يحسب لها جهدها ويحسب لأساتذتها إيمانهم بالتطور، ويحسب لجامعتها تلك الرؤية العصرية التي تجعلها تتبنى كل جديد في البحث العلمي إذ هناك جامعات عربية لم تتقبل بعد مثل هذا النوع من الدراسات.
لقد أحاطت الباحثة في عملها –التأسيسي – بكثير من جوانب الكتابة الرقمية وهو ما يحملها مسؤولية لاحقة عبر دراسات أعمق ومساحات أوسع وتفصيلات من شأنها أن تنجز تيارا معرفيا وعلميا للدراسات الرقمية في مجال السرد خاصة، ذلك المجال الأقرب للرقمية بوصفها تقنية تفرض قوانينها الجمالية من جهة وبوصفها أسطورة العصر الحديث الفارضة نفسها على كل مجالات الحياة من جهة أخرى.