هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ يكمل ما أنجزته فيما ذكر آنفاً، فهو كالجزء الثاني للكتاب السابق، إذ وضعت فيه بحوثاً فسّر بعضها ما دُرس سابقاً، نحو البحث المعنون بـ(صوت الصدر بين الجهر والهمس)، وهو اكتشاف لمفهوم فريد كان غائباً عن الدارسين وجدته في تضاعيف كتاب (المعين) للخليل،...
هذا الكتاب الذي بين يدي القارئ يكمل ما أنجزته فيما ذكر آنفاً، فهو كالجزء الثاني للكتاب السابق، إذ وضعت فيه بحوثاً فسّر بعضها ما دُرس سابقاً، نحو البحث المعنون بـ(صوت الصدر بين الجهر والهمس)، وهو اكتشاف لمفهوم فريد كان غائباً عن الدارسين وجدته في تضاعيف كتاب (المعين) للخليل، وتابعت أثره لدى سيبويه وعدد من اللغويين اللاحقين. كما وضعت في هذا الكتاب بحثاً درست فيه كتاب (سرّ صناعة الإعراب) لابن جنّي، وراجعت من خلال ذلك بحثاً في الموضوع نفسه للمستشرق الدكتور هنري فليش. وكتاب (سرّ صناعة الإعراب) كتاب فذّ، لأنّه أوّل كتاب يعرض لدرس الأصوات نظراً وتطبيقاً. ودرس الأصوات هو (سرّ) صناعة الإعراب، أي علوم اللغة عند العرب من غير شكّ. ثمّ اتّجهت إلى درس الأصوات لدى الحكماء المسلمين الأعلام، وهم الكندي والفارابي وابن سينا بياناً للوجهة العلمية لهذا الدرس، واستمداداً لمعطيات ومسائل جديدة في هذا الصّدد. وقد وجدت من ذلك ما يصلح لإنشاء بحوث وكتب مفصّلة. واستكمالاً لجهود ابن سينا الرائدة استللت عدداً من المسائل المتّصلة بالأصوات من كتابه الشهير (القانون في الطبّ)، واقترحت أن تكون ذيلاً لرسالته عن أسباب حدوث الحروف، لأن فيها ما يكمل الرسالة ويشرح بعض غموضها. وعرضت في البحث الأخير لموضوع في علم الأصوات التشكيلي، أي (الفونولوجيا) من خلال تتبّع متسلسل مقترح للأصوات من التشكيل إلى التصريف فالتغيير، رابطاً بين هذا الموضوع الصوتي والموضوع الصَّرفي.