أحسّ هشام أنه خلال هذه السنوات الخمسين لم يختَر أي جزء من حياته، فقرار ولادته وقدومه إلى الحياة لم يكن له أي رأي فيه حتماً، ثم قرار دخوله كلية الطب البشري كان بناء على رغبة الأب، ذلك بعد أن حصوله على علامات عالية في الثانوية العامة أهلّته للقبول بكلية الطب، وخاصة بمواد مثل...
أحسّ هشام أنه خلال هذه السنوات الخمسين لم يختَر أي جزء من حياته، فقرار ولادته وقدومه إلى الحياة لم يكن له أي رأي فيه حتماً، ثم قرار دخوله كلية الطب البشري كان بناء على رغبة الأب، ذلك بعد أن حصوله على علامات عالية في الثانوية العامة أهلّته للقبول بكلية الطب، وخاصة بمواد مثل الرياضيات والفيزياء والعلوم، حيث حصّل هشام الشاب حينها العلامات الكاملة تقريبا،ً وكانت رغبته الحقيقية هي دراسة علوم الفيزياء، لكنه لم يكن يمتلك النضج والجرأة الكافية للإفصاح عمّا يريده.
ثالث قرار تم اتخاذه عنه وشعر هشام أنه دمّره داخلياً، هو قرار زواجه من ابنة خالته. القرار الذي اتخذته أمه وانصاع هشام لها، مع أنه لم يشعر أبداً بشعور الحب تجاه ابنة خالته، لكنه مشى بالأمر وتزّوجها.