لا تشكل المجتمعات متعددة القوميات والديانات والمذاهب وعلاقات التفاهم والتعامل المتبادل السوي والتفاعل والتضامن والتلاقح الثقافي، مشكلة فعلية في حد ذاتها، بل تعتبر مثل هذه الظاهرة إغناءً للمجتمع بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه الدينية والفكرية أو الفلسفية. والمشكلة...
لا تشكل المجتمعات متعددة القوميات والديانات والمذاهب وعلاقات التفاهم والتعامل المتبادل السوي والتفاعل والتضامن والتلاقح الثقافي، مشكلة فعلية في حد ذاتها، بل تعتبر مثل هذه الظاهرة إغناءً للمجتمع بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه الدينية والفكرية أو الفلسفية. والمشكلة في جوهرها تبرز في علاقتها مع طبيعة النظم السياسية والاجتماعية القائمة في هذه الفترة أو تلك، مع طبيعة علاقات الإنتاج السائدة في المجتمع، مع أسس ومستوى التربية الدينية والتعليم في هذه الدولة أو تلك، مع مستوى وحجم الجهل والأمية، ومع مستوى الوعي الفردي والجمعي للسكان. وإذا كانت هناك نماذج رائعة للتفاهم والتفاعل والتكاتف والتضامن بين السكان في بلد متعدد القوميات والديانات والمذاهب، فإن هناك نماذج أخرى على الضد من ذلك، ومن جانب سكان البلاد ذاتها وبسبب من سياسات الدولة والقوى الحاكمة فيها. وهي إحدى المسائل التي يراد معالجتها في هذا الكتاب.