يُعد موضوع الاسترقاق من الاشكاليات العالقة في ذهنية المنتج العقلي البشري على صعيد الإنسانية لعدة أسباب، منها ما يتعلق بالقوانين الإلهية الـمُنزّلة (اليهودية، المسيحية، الإسلامية) ومنها ما يتعلق بالتشريع الوضعي، وأخرى كانت من حصة المدارس الفلسفية العالمية، وقد أخذت تلك...
يُعد موضوع الاسترقاق من الاشكاليات العالقة في ذهنية المنتج العقلي البشري على صعيد الإنسانية لعدة أسباب، منها ما يتعلق بالقوانين الإلهية الـمُنزّلة (اليهودية، المسيحية، الإسلامية) ومنها ما يتعلق بالتشريع الوضعي، وأخرى كانت من حصة المدارس الفلسفية العالمية، وقد أخذت تلك الإشكالية تزداد أهمية وتأخذ حيزاً متصاعداً لتداخلها مع الجوانب الإنسانية ذات الصلة مع مواضيع لا تقل أهمية وخطورة، منها لا الحصر حقوق الإنسان، والعدالة الإجتماعية، وأخرى تتعلق بسعادة الإنسان ومستقبله، ومن هنا جاءت أهمية الدراسة التي اختارها الباحث (ناصر عبود التميمي) الموسومة بـ (الاسترقاق - دراسة استقرائية في ملامح مضامين التكوين) ليسلّط الضوء على جوانب متعددة تناولت الأطر التكوينية والتشريعية للاسترقاق، مستعيناً بذلك بمنهجية موضوعية ما بين الاستقراء والتحليل، وقد استطاع الباحث أن يحقق قدراً مميزاً من الموضوعية العلمية والوصول إلى أبعاد الموضوع المختلفة، سواء أكان ذلك على الصعيد التشريعي أم القانوني أم الإنساني (التاريخي، الفلسفي) وهو بذلك قد حقق لمسة معرفية إضافية للمكتبة العربية ستسهم في تعدد موارد المجالات الإنسانية المذكورة، لا سيّما وإنّ الدراسة جاءت بصبغة موسوعية تُمكّن الباحثين في مجال حقوق الإنسان والتاريخ الاجتماعي والتشريعي أن ينهلوا مما انطوت عليه من مضامين تخص تلك المجالات.