هي عناوين جدلية ملحّة ومتشظية تلامس حال ومآل الرواية العربية، باعتبارها الجنس الأدبي الأكثر تداولاً للتعبير عن تفاصيل اللحظة المعيشة التي يعبرها الإنسان العربي. وبقدر ما تحاول هذه المقالات، التي نشرت على فترات متباعدة في صحيفة القدس العربي، حرث التربة الثقافية للرواية...
هي عناوين جدلية ملحّة ومتشظية تلامس حال ومآل الرواية العربية، باعتبارها الجنس الأدبي الأكثر تداولاً للتعبير عن تفاصيل اللحظة المعيشة التي يعبرها الإنسان العربي. وبقدر ما تحاول هذه المقالات، التي نشرت على فترات متباعدة في صحيفة القدس العربي، حرث التربة الثقافية للرواية العربية، والبحث بشكل انتقائي في منشأ ومظاهر الكتابة الروائية، ورصد تجليات سيرة النص الروائي العربي، تحاول الاقتراب من السيرورة التي تتحكم في الرواية العربية. وقراءة الفضاء الثقافي الذي تولّدت فيه، وملاحظة الأفق الفني والموضوعي الذي صارت تنكتب ضمنه. وذلك من خلال منظومة متشابكة من الأداءات الكتابية جعلت من كتابة الرواية ملكة عامة ومشاعة. أدت في نهاية المطاف إلى ازدهار الكتابة السطحية النيئة، وتفشي النصوص الروائية الأفقية، وكأن الفن السردي يتعرض لإماتة مردّها سقوط لاهوت الرواية العربية. كما يشهد على ذلك الفيضان الروائي الهائل والمباغت للباحث والقارئ. إذ لم يربك مسطرة السرد وحسب، بل هدّد التاريخ الوجداني للأمة، الذي يُفترض أن تحتضنه الرواية وتعبر عن هواجسه. حيث تتأمل المقالات سر الإنهاك الذي أصاب الفعل الروائي العربي. وأثر الجوائز المالية الآخذة في التكاثر والتصاعد على مستوى القيمة المادية في هذا الارتباك الكتابي، الذي يعود الاختلال فيه إلى التركيز على وعورة وحساسية الموضوعات وإغفال الكيفيات. أي التخلي عن فن الكتابة الروائية.