دانت له الأرض، قُطعت رؤوس كبيرة، لكن العصيان لا يتوقف. جثة أبي مسلم ملفوفة في سجادة، يفتحها كل من يريد التأكد من موته، لكن كثيرين لم يروا الجثة، وشاع إنه حي وقد هرب وأختفى في مكان ما، لعله في الجبال، مثلما جاء فجأة وذاب بين الأشياء والناس! وبدأتْ الأرضُ تتقلقل هناك!وبدا...
دانت له الأرض، قُطعت رؤوس كبيرة، لكن العصيان لا يتوقف. جثة أبي مسلم ملفوفة في سجادة، يفتحها كل من يريد التأكد من موته، لكن كثيرين لم يروا الجثة، وشاع إنه حي وقد هرب وأختفى في مكان ما، لعله في الجبال، مثلما جاء فجأة وذاب بين الأشياء والناس! وبدأتْ الأرضُ تتقلقل هناك!
وبدا للمنصور إن أسطورته أقل خطراً من وجوده، ثم صارت أسطورته تخلقُ الجيوشَ والسحرة والأنبياء والأدعياء.
لو كان جعله جثة في تابوت يتأكد منها كلُ شاك؟!.
لديه كراهية شديدة للرؤوس الكبيرة المتحدية المستقلة، يريدُ حقلَ برسيم من الرؤوس، فتدفقت قواهُ نحو عمه عبدالله بن علي في البصرة تستخرجه من هناك بالحيلة، ويذهل من كتابة أحدهم ويُسمى ابن المقفع وشروطه القاسية، فابتسم (أية شروط وقيود تحد إرادتي يا أحمق!) وصرخ؛ (أحضروا هذا الكويتب أيضاً!)، وجاءت جماعة البصرة الهاربة المتمردة، وبعد أن تجردت من عقولها تجردت من سلاحها وضاعت بين السجون وسيوف حاكم خراسان، وشبعت أسماكُ دجلة!
كلُ درجة يرتفعُ فوقها تُبنى بطبقة من الجماجم، كلُ لحظة يقترب فيها من السماء تتدفق ينابيع الدم، يرتفع في سفينة أهله وخدمه وعبيده، في طوفان الأشلاء، (كل شيء جعله الله لنا، أنما تُفتح الخزائن بكلماتنا، من أطاع قربناه ومن عصى ذبحناه).