إنَّ صَنِيعَ الدّكتور مُحْسِن المحْل في أثَرِه (التَّفكيرُ العَرُوضيُّ عندَ العرب)، يَجْعَلُه - إنْ شاءَ الله تعالى - مُحْسِنًا إلى فِكْرِ الأمّةِ وفَنِّها وثقافتِها. ولَسْتُ أتردَّدُ في أَنْ أقولَ: إِنَّ عَمَلَ مُحْسِن المحْل يُقَدِّمُ قدرًا مِنَ الخِبْرةِ المحقَّقَةِ...
إنَّ صَنِيعَ الدّكتور مُحْسِن المحْل في أثَرِه (التَّفكيرُ العَرُوضيُّ عندَ العرب)، يَجْعَلُه - إنْ شاءَ الله تعالى - مُحْسِنًا إلى فِكْرِ الأمّةِ وفَنِّها وثقافتِها. ولَسْتُ أتردَّدُ في أَنْ أقولَ: إِنَّ عَمَلَ مُحْسِن المحْل يُقَدِّمُ قدرًا مِنَ الخِبْرةِ المحقَّقَةِ في أُصُولِ عِلْم العَرُوضِ نَشْأَةً وتكامُلًا ونُضْجًا، وإنَّ القارئَ المـستَعِدَّ سيجدُ في هذا الكتابِ "قصَّة العَرُوض" بِعَرْضٍ عِلْمِيٍّ واضِحٍ مُبَرْهَنٍ على دعاويهِ بالأدلَّةِ والبَراهينِ، ومَنْهَجٍ تُفضي فيهِ المـقدِّماتُ إلى النَّتائج، وأسلوبٍ تطبعُهُ مظاهِرُ الدِّقَّةِ والنَّصَاعةِ والإشراق. وبَرَزَ مُحْسِنُ المـَحْل في هذا كلِّهِ بِرِدَاءِ "مُجَمِّلِ قَحْطِ" عِلْم العَرُوضِ، الذي يَثْقُلُ على أَنْفُسِ الكثيرين.
أ.د. عيسى علي العاكوب
هذا الكتاب يختلفُ عن جمهرةِ الكُتُبِ المصنَّفَةِ في هذا السَّبيلِ، فإذا قلْتَ إِنَّهُ يُفلْسِفُ عِلْمَ العَرُوضِ ويعيدُ بناءَهُ من جديدٍ فأنتَ مُصيبٌ في ذلك ، وإِنْ ذهبْتَ إلى أَنَّهُ يكسوهُ ثوبًا جديدًا يعطيه نكهةً جديدةً فأنتَ على جانبٍ كبيرٍ مِنَ الحقِّ. ففي هذا الكتابِ جهدٌ مُكثَّفٌ وتعمُّقٌ واسعٌ أعادَ إلى هذا العِلْم، عِلْمِ العَرُوضِ، حيويّتَهُ ونَبْضَهُ المتدفِّقَ، وأزالَ عنهُ مسحةَ التَّقليدِ والمحاكاةِ، وسارَ في طريقِ الإبداعِ واستخلاصِ النَّتائجِ المثمرة، وأثبتَ أَنَّ عِلْمَ العَرُوضِ ليسَ عِلْمًا تقليديًّا اتّباعيًّا، وإِنَّما هو عِلْمٌ قابلٌ للتّجديدِ والبَحْثِ النَّاجعِ.