تكشف الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا بشكل خاص في تعريفها الشامل، في الوقت نفسه، انشغالات خاصّة وأسئلة علمية كونية، يمكن تلخيصها في العبارات الآتية:تمثّل الشكل الأكثر مفارقة للاكتشاف الحديث للعلوم الاجتماعيّة، في الحدود التي يكون فيها الأمرمتعلّقاً بتأسيس اختلاف عن طريق...
تكشف الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا بشكل خاص في تعريفها الشامل، في الوقت نفسه، انشغالات خاصّة وأسئلة علمية كونية، يمكن تلخيصها في العبارات الآتية:
تمثّل الشكل الأكثر مفارقة للاكتشاف الحديث للعلوم الاجتماعيّة، في الحدود التي يكون فيها الأمرمتعلّقاً بتأسيس اختلاف عن طريق منح الأفضلية للآخر وليس للذات.
يُسَجَّلُ هذا الاختلاف في تطوّر المجتمعا ت نفسها والثقافات البشريّة.
مع أنّ هذا الاختلاف ليس جوهراً بل هو تاريخ؛ لهذا فإن الموضوع عرف العديد من التعريفات منذ بدايات الاختصاص: بدائيون، ثقافات، تقاليد، أعراق، مجتمعات معقّدة. إنه تاريخ علاقة، منهج، الملاحظة المشاركة، والتي أصبحت ترمز إلى طبيعة التخصص نفسه: الذهاب والإياب بين عالمين أو أكثر.
في مشاركتها في التغييرات الحاصلة للمجتمعات والثقافات، تمثّل الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا شاهداً وبرهاناً ومفسِّراً. يتشكّل الاختلاف في النص الذي يحرّره الباحث في لغته الخاصّة به. فالتنافر بين الحاضر الإثنوغرافي الذي لن يكون على الدوام سوى شكل مُسْتَعَاد تشكيلُه من ماض قريب ومن الحاضر، هو مطلوب قبل كل شيء من طرف عالم الاجتماع، لكنّه مُتَمَلَّكٌ من جديد أو مُقْتَنَص أكثر فأكثر من قِبَل الإثنولوجي، هو في طريقه إلى الزوال.
يتداخل اليوم المحلّي في الكوني، والعكس صحيح في كل مكان. إنه لهذا يمكن التأكيد بجدّيّة، في اللحظة الراهنة، على أن هذين التخصّصين هما الأجدر لإبراز فوضى الأشياء ونظام تمثيلاتها.