عُرف كيركجارد أساساً رائداً للفكر الوجودي الذي ازدهر بشكل خاص في أواسط القرن الماضي، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن لفكر وفلسفة كيركجارد، أهمية معاصرة، خصوصاً وأن التطورات العلمية اللاحقة في القرن العشرين وقرننا الحالي، قوضت كثيراً من صورة "العقل" و"العلم"، كما فُهمتْ في القرن...
عُرف كيركجارد أساساً رائداً للفكر الوجودي الذي ازدهر بشكل خاص في أواسط القرن الماضي، ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن لفكر وفلسفة كيركجارد، أهمية معاصرة، خصوصاً وأن التطورات العلمية اللاحقة في القرن العشرين وقرننا الحالي، قوضت كثيراً من صورة "العقل" و"العلم"، كما فُهمتْ في القرن التاسع عشر. مَعين أفكار كيركجارد أكبر بكثير مما أخذه الوجوديون عنه. ولا تنحصر أهميته في جوانب متنوعة من الفكر البشري كاللاهوت (من أمثال كارل بارت، إيميل برونر، رودولف بولتمان) والسيكولوجيا (يعتبر رائداً لعلم النفس المسيحي وعلم النفس الوجودي) والأدب (عبر تأثيره في كتاب بارزين من أمثال أودن وكافكا وريلكه وبورخس وكامو وهيرمان هسه وغيرهم). بل أن كثيراً من الفلاسفة البارزين، من أمثال فتغنشتاين ودريدا، أو فلاسفة معاصرين في قرننا الحالي من أمثال باديو وججك، اهتموا وناقشوا ووظفوا أفكاره، فضلاً عن تأثيره في ما بات يعرف بـ "اللاهوت المادي" أو "اللاهوت اللاميتافيزيقي".