ما سر هذا الاصرار المثابر من قبل المبدعين على أحياء الملحمة -ومعالجة معانيها الكامنة وفق رؤى مختلفة؛ بل ومحاولة استكشاف معان جديدة لرحلة بطلها ؟ بعد اكثر من 4 آلاف عام يطلع علينا الشاعر جواد الحطاب ليشغلنا محاولة* خلق (رحلة ثانية لجلجامش).الرحلة الأولى للبطل السومري مع...
ما سر هذا الاصرار المثابر من قبل المبدعين على أحياء الملحمة -
ومعالجة معانيها الكامنة وفق رؤى مختلفة؛ بل ومحاولة استكشاف معان جديدة لرحلة بطلها ؟
بعد اكثر من 4 آلاف عام يطلع علينا الشاعر جواد الحطاب ليشغلنا محاولة* خلق (رحلة ثانية لجلجامش).
الرحلة الأولى للبطل السومري مع صديقه انكيدو من أجل قتل (خمبابا) الوحش الأسطوري، فتكون رحلة (للقتل) مهما كانت دوافعها، ومهما كانت اغطيتها التبريرية المؤلّهة، لكن الحطّاب في (رحلته الثانية) يأخذنا معه لا لكي يبحث عن (عشبة الخلود) التي ما تلبث ان تسرقها الأفعى منه، بقدر ما يبحث عن أهله الفقراء، والشاعر هنا يثير عبر إشارات واضحة وأخرى مغلقة، وثالثة محرّفة، تداعيات وإرتباطات تستدعي – بالإيحاء او المشابهة او المناقضة- مرتكزات ذلك المخزون الأسطوري المرجعي عبر المقابلة الظاهرة او المستترة.
جواد الحطّاب "ظاهرة فذّة" في الشعر العراقي المعاصر لا يمكن الا الوقوف عندها ، وتأمّلها، ودراستها بعمق –شعرا ونثرا- وهذا الكتاب قراءة تضاف الى قراءات اخرى كتبها النقاد والأكاديميون عن منجزه الثر