أتكئ على الصخرة، الآن، الصخرةَ البيضاءَ المنحوتةَ على هيأةِ كُمثرى عملاقة ملمسُها أنثوي، وأقولُ: من نحتَها؟وأحسُّ برودة سطحِها على ظهري... وأسمعُ في لحظةِ المساءِ هذه، الترتيلَ الشجي لآيِ القرآنِ بصوتِ عبد الباسط عبد الصمد، عذبُ النبرة، ممطوطاً. من راديو جابر، الراديو...
أتكئ على الصخرة، الآن، الصخرةَ البيضاءَ المنحوتةَ على هيأةِ كُمثرى عملاقة ملمسُها أنثوي، وأقولُ: من نحتَها؟
وأحسُّ برودة سطحِها على ظهري... وأسمعُ في لحظةِ المساءِ هذه، الترتيلَ الشجي لآيِ القرآنِ بصوتِ عبد الباسط عبد الصمد، عذبُ النبرة، ممطوطاً. من راديو جابر، الراديو الأسودِ اللونِ ماركةُ قيثارة، يقطِّرُ، في هذه اللحظة شيئاً غامضاً في قلبي، بالقوة نفسها، لرائحةِ الشواءِ التي تأتيني من الأسفل، وأعلم أن فيها شيئاً بشرياً وأشعر أن هناك شيئاً يتصاعد من روحي، شيئاً يملئ عيني بالدموع ويجعلني أقول: للصخرة البيضاء، قلبي مليء بالوحشة، فضميني إليك يا أخت.