لابد من ملاحظة عامة، يجب توضيحها قبل الدخول إلى شعرية سلمان داود محمد، وهي أنَّني أتعامل مع إنتاجه الشّعري بصرف النَّظر عن عنوانات قصائده وأفكارها ومحتوياتها، فأنا لست معنيًا بقراءة القصائد المفردة وهي منعزلة عن التجربة الكليَّة لشعريته، أنا معني بتجربته الشِّعريَّة...
لابد من ملاحظة عامة، يجب توضيحها قبل الدخول إلى شعرية سلمان داود محمد، وهي أنَّني أتعامل مع إنتاجه الشّعري بصرف النَّظر عن عنوانات قصائده وأفكارها ومحتوياتها، فأنا لست معنيًا بقراءة القصائد المفردة وهي منعزلة عن التجربة الكليَّة لشعريته، أنا معني بتجربته الشِّعريَّة التي تؤلفها القصائد كلها، فالقصائد عندي مجموعة من الخمائر الجزئية الصلبة عندما تجمع كلها في بوتقة الشعرية تنصهر الجزئيات وتتداخل فيما بينها، مكونة عجينة الإختلاط الكونية التي أسميها المدونة الشعرية، ميدان إشتغالي في هذه العجينة التي هي المخلوق المنتج من تلك العجائن الصلبة المخمرة. ثم أضع هذه العجينة الكونيَّة ضمن تاريخ المرحلة التي أنتجتها، محاولة أن أضع تجربة الشاعر ضمن تطور الشِّعريَّة العراقية، وهذا يعني إنَّ التجربة تخضع لعوامل إجتماعيَّة وذاتيَّة فيها ما هو جوهري يغني الشِّعريَّة، وفيها ما هو ثانوي يشكل امتدادًا لتجارب شعرية أخرى. فالشاعرلا يتحدث عن تجربته فقط، بل ينشيء حديثًا عن الإنسان الذي يشكّل عصب المجموعات الإجتماعيَّة، لأن الجمع بين التجربة الذاتيَّة، وتجربة الإنسان بمفهومها المطلق، يعمق المدونة الشِّعريَّة، ويجعلها أكثر شمولًا وعمقًا لقضايا المجتمع.