يأتي اختياري للشاعر رعـد فاضل، على شيء من القصديّة، فهو شاعر منزوٍ في مدينة الموصل، وقلّما يسهم في مهرجانات الدّولة والمؤسسات الثقافية، ولكنّه معروف على مستويات عربية وثقافية مختلفة عدّة. هذه البيئة شبه الصامتة التي تحيط به تتناسب طردياً مع شخصيته الهادئة والمكتنزة معرفة...
يأتي اختياري للشاعر رعـد فاضل، على شيء من القصديّة، فهو شاعر منزوٍ في مدينة الموصل، وقلّما يسهم في مهرجانات الدّولة والمؤسسات الثقافية، ولكنّه معروف على مستويات عربية وثقافية مختلفة عدّة. هذه البيئة شبه الصامتة التي تحيط به تتناسب طردياً مع شخصيته الهادئة والمكتنزة معرفة ودقّة ووضوحاً، إذ ما إن تتعرّف عليه، أوّل مرّة، حتى تقودك شخصيّته قبل قصائده إلى الشّعرية، ثم بعد هذا التّعرف تجد أنّ قصائده هي شخصيته نفسُها، أفكاره غنيّة، مكثفة، دقيقة الملامح، واضحة وعميقة في آنٍ، متدرّجة النموّ والفاعلية تغور عميقاً في الفكر واللاوعي والتّجربة، شاعر يُمسك الطبيعة من نورها وظلامها وكواكبها ويطوّعها لرؤيته، شاعر صوفيّ متأمّل في خلق الضوء والحَجر والنّور، له رؤية كونيّة يُنهِضها من أشياء الواقع، فيدمج أناه بكيان كونيّ كبير حتى لتجد أنّ ما يتحدّث عنه هو ما يتحدّث به، ظهيرُه مخيّلته وأحلامُ يقظته التي لا تقف عند مسك الأشياء فقط، وإنّما الذّهاب فيها تنقيباً وإضاءة وكشفاً.. شاعر يحاور الأشياء لخلق كيانات فضائيّة يمكن الدخول إليها والعيش فيها أو تبنّيها.